رغم منع السلطات، تم دفن محمد الديلال الهواري شيخ الزاوية الديلالية الهوارية، اليوم الجمعة، بمنزله بحي بنديبان بطنجة، وذلك تنفيذا لوصيته، في أفق تحويلها لمقر الزاوية، وهي واقعة غير مسبوقة. وتم تشييع جثمان الراحل، الديلالي الهواري، بعد صلاة الجنازة التي أقيمت بمسجد باب الأندلس، ليتم نقله في موكب جنائزي كبير يتقدمه اتباع ومريدو الزاوية إلى منزله في حي بنديبان، ودفنه هناك تنفيذا لوصيته، رغم اعتراض السلطات على عملية الدفن "العجيبة". ومن المرتقب أن يخلف حدث دفن الشيخ الهواري بمنزله الغريب، جدلا واسعا بين صفوف الساكنة المجاورة ل"المنزل القبر" والمهتمين بالشأن الديني والصوفي حول سنة وشرعية دفن الموتى بالمنازل عِوَض المقابر، وهو ما من شأنه أن تتخذه باقي الجماعات الصوفية قدوة لدفن شيوخها بمنازلهم وتحويلها إلى زوايا ومزارات للتبرك بهم. وأكدت عدد من الفتاوي في شأن دفن الموتى بالمنازل أنه لا يجوز، ولو شرط الميت ذلك، لأنه شرطٌ باطلٌ، ويدفن في مقابر المسلمين، ولا يدفن في بيته، لأن البيوت ليست مقابر. وعن دفن سيدنا أبو بكر وعمر (ض)، في بيت الرسول (ص)، فقد أكد المفسرون بأنهم أصحابه الخواص، فدفنا معه عليه الصلاة والسلام، فصارت حجرته مقبرة للجميع –للثلاثة- مقبرة خاصة، حيث قالت عائشة (ض)، (إنما فعل ذلك لئلا يتخذ قبره مسجدا)، رواه البخاري . ولأن النبي (ص) كان يدفن أصحابه في البقيع، وفعله أولى من فعل غيره، وإنما أصحابه رأوا تخصيصه بذلك . ولأنه روي : (يدفن الأنبياء حيث يموتون)، وصيانة لهم عن كثرة الطراق، وتمييزا له عن غيره. فدفن الميت في البيت وحوله مع وجود مقابر عامة للمسلمين على خلاف الأولى والأفضل، لأن في دفنه في البيت وحوله ضرراً على الأحياء من ورثته وتجديدا لأحزانهم، وحرمانا له من دعاء المسلمين له والترحم عليه عند مرروهم على المقابر، ولم يزل الصحابة والتابعون ومن بعدهم يقبرون موتاهم في مقابر المسلمين العامة، غير أنه إن وجدت حاجة تدعو لدفنه في البيت فلا مانع، وذلك إذا لم يوجد مكان لدفنه، أو كأن يخشى على قبره من أن ينبش لو دفن في المقابر العامة، شرط المحافظة على القبر وعدم إهانته، كما لا يجوز تعظيمه. اقرأ المزيد : سلا.. توقيف سيدة متلبسة بحيازة 1478 قرصا من مخدر الإكستازي