سجل الناقد السينمائي المغربي خليل الدامون، عدة مؤاخذات على المهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي أسدل الستار عن دورته 22 السبت الماضي. وقال الدامون في تدوينة مطولة عبر صفحته الرسمية بفايسبوك "أعتقد بأن المشاكل التي ظهرت في ختام المهرجان ناتجة عن عدة عوامل لا بد من أخذها بعين الاعتبار في الدورات القادمة. ولعل أولى هذه العوامل التي استعرضها الناقد السينمائي هي أن أغلب المقترحات التي تقدمت بها الغرف المهنية والجمعيتان الثقافيتان في الاجتماعات التحضيرية للمهرجان لم تعرها إدارة المهرجان الاهتمام اللازم، أهمها اقتراح تم تقديمه يتعلق بإجراء عملية الاختيار والاقتصار على 15 فيلما وبالتالي كنا سنتفادى العروض الماراطونية للأفلام وجعل الناس يلهثون لمشاهدة الغث والسمين وكأن حضور المهرجان عقوبة للبصر والبصيرة من الحادية عشرة صباحا إلى 12 ليلا. وتابع قائلا: إن كل مهرجانات العالم لا تعرض كل الأفلام التي تتوصل بها وإنما يتم اللجوء إلى لجنة لاختيار الأفلام التي ستشارك في المسابقة الرسمية في حين الأفلام الأخرى تنظم لها عروض خاصة لمن أراد مشاهدتها، مؤكدا أن هاجس إدارة المهرجان هو أن ترضي الجميع وهذا مستحيل لأن من نتائج إرضاء الجميع السقوط في الارتجال وتضييع الفرجة السينمائية في كل الحالات. وتطرق الدامون إلى مسألة اختيار لجن التحكيم موضحا، أن من الشروط الأساسية في اختيار أعضاء لجن التحكيم هي الكفاءة والحياد والجرأة، وفي هذا الصدد كانت قد تقدمت الغرف المهنية والجمعيتان الثقافيتان بأسماء لها وزنها في الساحة الثقافية ولها القدرة والكفاءة والجرأة على أن تقف في وجه من لا يستحق الجائزة وألا تسلك نهج الإدارة في محاولة توزيع الجوائز وفقا لمنهج إرضاء الخواطر، وبالتالي حصلت أفلام على الجوائز على حساب أخرى تستحقها. ولقد بدا ذلك واضحا في حفل الاختتام. وتابع قائلا:إن هناك أفلام استحق ذكرها عند توزيع الجوائز في الوقت الذي كانت هناك أفلام لا تستحق ذلك ، طبيعي أن نختلف في بعض الجزئيات ولكن أن تقزم أفلام مثل "لو كانوا يطيحوا لحيوط" و"جبل موسى" و"جرادة مالحة"، هذه الأفلام كانت تستحق أكثر من هذه اللجنة التي لم تكن جريئة على الإطلاق. وخلص في الأخير قائلا: من الطبيعي ألا ترضي لجنة التحكيم كل المتدخلين في المسابقة، ومن الطبيعي أن يختلف أعضاء اللجنة لأن الأذواق مختلفة وبالتالي على الذين لم يؤخذ برأيهم في اللجنة أن يقبلوا بالهزيمة وأن يظلوا في الساحة إلى حين إعلان الجوائز لأن الانسحاب يفقدهم كل مصداقيتهم.