شيع المئات من المواطنين في مدينتي تاوريرت وجرادة، أمس الاربعاء، جثامين 3 شبان قضوا مصرعهم غرقا في السواحل الجزائرية إلى مثواهم الاخير، في حفل مهيب، حضره عدد كبير من معارف الشبان وأصدقائهم وسكان المنقطة. وإنطلقت مسيرة التشييع من وسط مدينة تاوريرت، في اتجاه مقبر حي مولاي علي الشرف، في جو اختلطت فيه مشاعر الاحزان بالغضب، إذ أعرب عدد من شباب المدينة عن استيائهم العميق من الاوضاع الاقتصادية الموصوفة ب”المتدهورة” التي يعيش على وقعها إقليم تاوريرت. وعلق عدد من المواطنين على وفاة الشبان في السواحل الجزائرية بالقول:” إن الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة، هي دفعت بهؤلاء الشبان الى ركوب قوارب الموت بحثا عن مستقبل أفضل”. وربطوا موضوع الهجرة، بغياب فرص الشغل وعدم توفر المنطقة على المشاريع الاقتصادية المهيكلة التي من شأنها أن تحد من شبح البطالة وتساهم في توفير مناصب شغل كبير للعاطلين عن العمل، لاسيما وأن غالبية الشباب كانوا يعيشون من الاقتصاد غير المهيكل. ووجه المواطنون انتقادات لاذعة للمنتخبين بإقليم تاوريرت، لعجزهم على توفير مناصب الشغل للشباب، معتبرين ان ظاهرة الهجرة أًصبحت الموضوع المتداول لدى مختلف الفئات الاجتماعية بالإقليم. وكان الشبان قد إنطلقوا من مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، في اتجاه مدينة وهرانالجزائرية بغرض تحقيق حلم الهجرة إلى أوروبا، غير أنهم اثناء بلوغهم البحر تبخر حلم الهجرة لديهم وتحول إلى مأساة. ووفق المعلومات المتوفرة لدى موقع rue20.Com، فان 5 شبان آخرين ممن كانوا على من القارب الذي انطلق من الجزائر وتعرض الى حادث انقلاب لا زالو في عداد المفقودين، وأن عائلاتهم نصبت الخيام أمام بيوت منازلهم وتنتظر وصول الجثامين.