احتلت "جيوش" من الباعة المتجولين شوارع وأزقة معظم الأحياء الكبيرة بسلا، رغم توفر المدينة على الأسواق النموذجية في مختلف المقاطعات إلا أنها تظل مغلقة من طرف مجلس المدينة الذي بدا عاجزا في استقطاب التجار إليها. وتعيش الكثير من الشوارع والأحياء على وقع الفوضى التي يحدثها بائعو الخضر والفواكه في الطرقات، والذين لم يتم إدماجهم في بعض المرافق المفتوحة بسبب تهاون المجلس في فرض قرارات صارمة في محاربة هذه الظاهرة. وفي وقت نجحت مجالس منتخبة بمدن أخرى في موضوع الأسواق النموذجية، في وضع حد لظاهرة احتلال الملك العمومي من لدن "الفراشة" وغيرهم، فإن مجلس مدينة سلا فشل في إعادة فتح الأسواق التي صرفت عليها الملايين في السنتين الأخيرتين. ووفق مصدر محلي، فعلى مستوى حي الرحمة بمقاطهة تابريكت، رغم المحاولات التي تقوم بها السلطات، مازالت العديد من المناطق محتلة من طرف أصحاب عربات بيع الخضر والفواكه، بالقرب من مشروع سوق نموذجي صرفت عليه الملايين، الذي لازال مغلقا لحدود الساعة. وقال أحد التجار في تصريح للموقع، أن "فكرة إنشاء الأسواق النموذجية جاءت للحد من تزايد أعداد الباعة الجائلين بمدينة سلا، لكن المجالس المتعاقبة والمجلس الحالي لم يستطع لحدود الاسعة تنقيل الباعة المتوجلين للأسواق النموذجية التي صرفت عليها أموال طائلة لتبقى معرضة للإهمال". وحسب بعض الباعة الذين يتواجدون في الأسوق، فإنهم باتوا يفضلون الخروج بدورهم إلى الشارع بدل، على اعتبار أن السلطات المحلية لم تتمكن من إنهاء احتلال الكثير من الباعة للشوارع وهو ما يجعل فرص بيع بضائعهم تبقى ضعيفة. إلى ذلك تبقى ظاهرة الباعة المتجولين بمدينة سلا في تزايد مستمر إلى غاية افتتاح الأسواق النموذجية المقفلة بعدد من المقاطعات بالمدينة وتدارك ماشاب الاستفادة منها من خروقات ونقائص عصفت بمضمون فكرتها الأصلية وأهدافها التي حدثت من أجلها للحد من ظاهرة الباعة الجائلين واحتلال الملك العمومي.