لقد طرحت جائحة كورونا العالمية، مجموعة من التساؤلات ذات الطابع الصحي و الاقتصادي و مدى قدرة الدول على تطوير تعاون دولي في المجال الصحي قادر على مواجهة مشكلة صحية عالمية من هذا الحجم. و قد استطاع المغرب بفضل التوجيهات السامية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و ايده القاضية بإعمال الإجراءات الاحترازية و الوقائية الهادفة لمنع الإصابة و الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (Covid 19) و حماية المواطنات و المواطنين، و تعزيز قدرات بلدنا لمواجهة هذه الجائحة العالمية، مواجهة هذه الازمة بحزم من خلال سياسة صحية واضحة و سياسة اجتماعية لفائدة الفئات الاكثر تضررا. أما بالنسبة للإدارة المغربية، فقط طرحت كثير من الاسئلة حول امكانية مواجهتها لهذا الوضع، و قدرتها من جهة على الحفاظ على صحة و سلامة الموارد البشرية و المواطنات و المواطنين، و من جهة اخرى ضمان استمرارية الخدمة العمومية بكفاءة و جودة. في هذا الصدد و على الصعيد المحلي و الاقليمي و الجهوي، تم تسجيل التجربة الرائدة للوكالة الحضرية لاسفي اليوسفية و التي بالإضافة الى التدابير الوقائية الحريصة على احترام الاجراءات الوقائية و الاحترازية الصادرة عن السلطات المختصة و السهر على تفعيلها و العمل بها بشكل مستمر و سليم، و التدابير التضامنية التي اتخذتها من خلال انخراط موظفات و موظفي، ومدير الوكالة، و جمعية الاعمال الاجتماعية في عملية التبرع لفائدة صندوق تدبير جائحة كرونا، سخرت مجموعة من الآليات الرقمية لضمان استمرار الخدمات التي تقدمها للمواطنين و المستثمرين من خلال تفعيل التدبير اللامادي للخدمات و الاداء الإلكتروني إعتماد تقنيات التواصل عن بعد vidéoconférence، لمتابعة تقدم و ثائق التعمير و الدارسات الخاصة، و تفعيل العمل باليات التواصل الذكية QR . و تأتي الوكالة الحضرية لأسفي اليوسفية للتأكيد و تعزيز هذا التوجه المتميز بعد تجديدها لشهادة ادارة الجودة Iso 9001 :2015، رغم الوضعية التي تعيشها بلادنا و ألعالم و تعد من المؤسسات العمومية القليلة عالميا التي أعملت المساطر التقنية الجديدة التي اعتمدت دوليا لافتحاص منظومات ادارة الجودة. و لقد اكد الافتحاص الذي اجري بتاريخ 23 و 24 أبريل الجاري مطابقة الخدمات التي تقدمها الوكالة و المساطر التي تعتمدها للمعايير الدولية لإدارة الجودة.