يبدو أن جامعتنا الموقرة، الجامعة الملكية لكرة القدم التي أنهت مؤخرا محطة جمعها العام الذي عرضت خلاله إنجازاتها التسييرية وتكلفتها المالية، لم تنتبه إلى أنها لم تبرأ بعد ذمتها من التعويضات والمستحقات غير المؤذاة للأطقم الطبية التي اشتغلت مع الجامعة خلال تظاهرة “الشان” التي احتضنتها بلادنا بداية السنة الجارية، وبالتحديد خلال الفترة الممتدة من 04 يناير إلى 13 فبراير 2018 والتي احتضنتها مدن أكادير، ومراكش، والبيضاء، وطنجة. فالأطقم الطبية التي اشتغلت باحترافية كبيرة خلال كل الفترة التي استغرقتها فعاليات كأس إفريقيا للمنتخبات المحلية قدمت خدماتها على عدة مستويات. فهي كانت متواجدة بملاعب التدريبات لتقوم بواجبها الإسعافي, كما عملت على ضمان مداومة طبية بالفنادق التي كانت تقيم بها وفود الفيفا والكاف. هذا بالإضافة إلى التأطير الطبي للمباريات الرسمية، والذي كان يشمل جانب مراقبة معضلة المنشطات، والتي كانت تفرض على الأطر الطبية البقاء طويلا بعد نهاية المباريات لإنجاز هذه المهمة. أضف إلى هذا أن هذه الأطقم كانت تقوم كذلك بمهمة السهر على السلامة الصحية للمنتخبات المشاركة والوفود المرافقة لها. وقد تم في هذا الإطار تعبئة بنية لوجيستيكية في المستوى كانت تشمل سيارات إسعاف مجهزة ومروحيات طبية . وقد مكن هذا من إعطاء إخواننا الأفارقة والزوار الأجانب صورة عن القدرات التنظيمية لبلادنا والتي كانت بالتأكيد صورة إيجابية. لكن مقابل هذا، وبعد أن تم تعويض كل المتدخلين الذين أشتغلوا خلال هذه التظاهرة، تم إغفال تعويض المتدخلين الطبيين والمسعفين في المغرب كله، أي في كل المدن التي احتضنت “الشان”. وقد بادر المعنيون إلى مراسلة الجامعة إلكترونيا دون أن يتلقوا أية إجابة. وهم يساءلون الجامعة ورئيسها فوزي لقجع ما إذا كانت هناك نية حقيقية لإنصافهم أم أنه بعد انصرام الجمع العام للجامعة سيتم التعامل معهم بمنطق عفا الله عما سلف. لننتظر ونرى.