استبشر سكان مدينة طنجة خيرا بالمحطة الطرقية الجديدة التي تم افتتاحها مؤخرا، فعلى الرغم من أن مكانها بعيد نوعا ما، الا أن التحديث أمر ضروري والتغيير شيء محتوم لا هروب منه، لذا كان من الضروري تشييدها في مكان لا يعرقل حركة السير، الى حدود الساعة الأمر جيد، إلا أن الجولة التي قمنا بها خلال نهاية الأسبوع المنصرم، كشفت لها عن جوانب خفية قد تساهم مستقبلا في مشاكل عديدة خصوصا في فترة الذروة التي تتزامن مع العطل المدرسية والأعياد الدينية. شبابيك الفوضى في الشبابيك المخصصة لشراء تذاكر السفر، يكمن أكبر مشكل في المحطة الطرقية الجديدة، حيث أن ضيق حجمها وقربهم من بعضهم البعض، وكذا الوجهة المكتوبة بحجم صغير ومطبوعة بواسطة الحاسوب، كلها عوامل ساهمت في خلق نوع من الفوضى بهذه المنطقة، حيث عاينت الجريدة تدخل عدد من رجال الأمن الخاص من أجل تنظيم المكان تارة بشكل ودي وتارة بالصراخ، خصوصا بالشباك المخصص للرحلات المتوجهة لمدينة تطوان. هذه الفوضى دفعت مدير المحطة للتوجه إلي الشباك والقيام بمحاولات لتهدئة الوضع، إلا أن طريقة تعامله مع المسافرين أعطت نتيجة عكسية، فخبرته الكبيرة في تسيير المحطات الطرقية والفشل في تطويرها، كانت جلية من خلال الحديث الذي دار بينه وبين مواطن يحمل ورقة من فئة 200 درهم، “أنا ماشي بنك مشي صرف عاد رجع”، طاردا المسافر الذي لا ذنب له إلا أنه يمتلك ورقة نقدية وراغب في شراء تذكرة سفر.
تذاكر لا فائدة منها من بين حسنات المحطة الجديدة، أنها استغنت عن الشبابيك المخصصة للشركات وعوضتها بالمدن أو الرحلات، حيث أصبح المسافر مطالبا فقط بالتوجه نحو الشبابيك المخصصة وسحب التذكرة التي من المفترض أنها تحتوي على جميع المعلومات اللازمة لتسهيل ولوج المسافر للحافلة، الا أن التذاكر التي يمنحها شباك المحطة الجديدة لا فائدة منها، فإنها لا تحتوي لا على الرصيف الذي تتواجد به الحافلة ولا على رقم المقعد بل في بعض الأحيان لا يوجد حتى الثمن. وعبر عدد من المواطنين اللذين التقت بهم “طنجة 24” عن عدم رضاهم من احتواء التذكرة على المعلومات باللغة الفرنسية فقط، مؤكدين أن نسبة كبيرة من المغاربة لا تتقن الفرنسية، وهو ما يستوجب معه اضافة اللغة العربية في أقرب وقت. نظام معلوماتي متحيز قد تجد العنوان غريبا، فكيف لنظام معلوماتي أن يكون متحيزا، نعم هذا ما يعتقده أغلب أرباب حافلات النقل بمدينة طنجة، حيث أن النظام المعمول به في المحطة الجديدة لا يراعي في بعض الأحيان الترتيب الزمني للرحلات، حيث يمنح المسافر تذكرة لرحلة في الثانية عشر زوالا في حين أن رحلتين أو أكثر تسبقان هذا التوقيت، وهو الأمر الذي يتسبب في خروج مجموعة من الحافلات شبه فارغة ويؤدي الى تأخر سفر المواطنين وانتظارهم لساعات طويلة داخل المحطة.
تجهيزات للزينة فقط عند الإفتتاح الرسمي للمحطة توسمنا خيرا وفرحنا بالتجهيزات المتطورة المتواجدة بها، الا أنه وخلال زيارتنا تبين لنا بالمملموس أن مجموعة من التجهيزات كانت فقط للزينة وتم تعطيلها مباشرة بعد حفل الإفتتاح ويتعلق الأمر بالأساس بالمصعد وكذا السلالم الكهربائية، التي أصبحت مجرد زينة لا فائدة منها نظرا لكونها متوقفة عن العمل. كما أن اللوحة الخاصة بالإعلان عن توقيت الرحلات ومواعيدها تم تغييرها، ففي بالبداية تم تخصيص لوحة ذكية كتلك الموجودة في محطات القطار، الا أنه سرعان ما تم تغييرها لأسباب مجهولة، حيث يعاني المواطنون الأمرين الآن من أجل قراءة المكتوب بها نظرا لصغر حجمها وسوء الخط المستخدم. الإرشادات “تالفة” من بين الضروريات في أي مؤسسة خاصة كانت أو عمومية هو مكتب الإستقبال أو الإرشادات، والذي يساعد المواطنين في الوصول الى غايتهم بكل سهولة ويسر، الا ان المحطة الطرقية الجديدة تحتوي على مكتب للإستقبالات بدون أي فائدة تذكر، فالموظفة المتواجدة به لا تمتلك أدنى التجهيزات اللازمة من أجل أداء مهمتها، كالحاسوب مثلا، فأمامها فقط بعض الأوراق، وتجيب على أغلب الأسئلة بلا، حيث عاينت الجريدة سؤالا من طرف احد المواطنين عن موعد الرحلة المتوجهة لوالماس، حيث أجابته ان لا توجد أي رحلة لهذه المنطقة، الا أنه من محاسن الصدف تواجد أحد العاملين بالمحطة بالقرب منه ليدله على الشباك المخصص للرحلات المتوجهة لتلك المنطقة.
نزول الطائرة يضعف الإشارة النقطة الأخيرة التي لفتت انتباهنا هي تأثير المكان الذي شيدت فوقه المحطة على جودة إشارة الهواتف، حيث أن ضعف شبكات التغطية بهذه المنطقة ساهمت في انعدام الإشارة تارة وضعفها تارة أخرى، وهو الأمر الذي يخلق مشاكل عديدة للمسافرين اللذين يصعب عليهم التواصل مع ذويهم، مطالبين في ذات الوقت بتوفير أنترنت مجاني لإستخدامه خلال فترة الإنتظار. كما أن قرب المحطة من مطار ابن بطوطة الدولي ساهم في تعطيل الإشارة الخاصة بالهواتف وكذا نظام الشركة حين نزول الطائرات، نظرا لخوف الربابنة من تأثيرها على أنظمة الملاحة.