يبدو أن العلاقة بين حزبي “العدالة والتنمية” و “الأصالة والمعاصرة”، تسير نحو مزيد من التطبيع في أفق بناء تحالفات حقيقية على غرار ما حصل على مستوى مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، أواخر العام الماضي، إذ تتوالى مؤشرات السير في هذا الطريق من طرف الجانبين، كان آخرهما اجتماع جمع قيادات الحزبين خلال الأيام الأخيرة. وبحسب مصادر حزبية مطلعة، فإن قيادات من كلا الهيئتين السياسيتين، اجتمعوا مؤخرا في “عشاء سياسي” جديد بمنزل القيادي البارز بحزب الأصالة والمعاصرة، أحمد الإدريسي، وهو اللقاء الذي ضم كلا من القيادي في حزب العدالة والتنمية، محمد البشير العبدلاوي، الذي يشغل منصب عمدة مدينة طنجة، إلى جانب يوسف بنجلون، رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية. وبدا لافتا، بحسب مصدر الجريدة، حضور المستشار البرلماني عن حزب “البام”، محمد الحمامي، لهذا اللقاء، على الرغم من التوتر الذي وسم علاقته بأحمد الإدريسي، على خلفية اصطفاف كل منهما في تيار من التيارين الذين قسما الحزب، ما يعني، بحسب متتبعين، أن الإدريسي يرغب في طي تلك الصفحة ويراهن بشكل كبير على الحمامي لتقوية حضور الحزب في الخارطة الانتخابية المقبلة. وبالنسبة للعلاقة مع حزب العدالة والتنمية، يبدو جليا، أنه على ضوء مجموعة من المؤشرات، أن التحالف بين بين الحزبين هو الذي سيطبع علاقتهما خلال المحطات الانتخابية المقبلة، لا سيما بعد الرسائل التي بعثها الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصر، عبد اللطيف وهبي، التي تفيد برغبته إلغاء كافة الخطوط الحمراء مع الفرقاء السياسيين. ومن الواضح، أن توجهات حزب الأصالة والمعاصرة الجديدة، ستجد لها بيئة خصبة في الجانب الآخر الذي هو حزب العدالة والتنمية، الذي يضم شخصيات وازنة تدفع بهذا التوجه، ويتعلق الأمر بصورة أساسية، بكل من عمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، والقياديين البارزين، سعيد خيرون ونبيل الشليح، الذين يشغلان منصبين في مكتب مجلس طنجةتطوانالحسيمة، الذي تترأسه فاطمة الحساني عن حزب “الجرار”.