سادت أجواء من التذمر في أوساط الفعاليات المدنية والإعلامية المنحدرة من مدينة طنجة وجهة الشمال عموما، من الطريقة التي جرى التعامل معهم من طرف منظمي ما يعرف ب"لقاءات دار المناخ المتوسطية" التي انعقدت أولى دوراتها بطنجة وتختتم اليوم السبت. ووجد العديد من العاملين في مؤسسات الإعلام الجهوية ونشطاء المجتمع المدني المنحدرين من المنطقة، أنفسهم على هامش هذه التظاهرة المناخية التي أشرف على تنظيمها مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، الذي يترأسه إلياس العماري. وبالرغم من أن مقر مؤسسة "دار المناخ المتوسطية"، يوجد في مدينة طنجة ومن المنتظر أن يحتل فضاء له قيمة تاريخية وأثرية بالنسبة لسكان مدينة طنجة وفعالياتها المدنية، والمقصود هو "فيلا هاريس" التي تحولت إلى حديقة، إلا أن اللافت هو إبقاء الفعاليات المحلية والجهوية على الهامش في اهتمامات المنظمين، في تناقض صارخ مع تصريحاتهم التي ما فتئوا خلالها ينتقدون تهميش المنطقة الشمالية لفائدة المركز. وفي مقابل الحيف والتهميش الذي اشتكت منه الفعاليات الإعلامية والمدنية في طنجة، من طرف منظمي لقاء "دار المناخ المتوسطية"، حظي نظرائهم الوافدون من محور الدارالبيضاءالرباط، بحفاوة كبيرة، حيث بدا المنظمون حريصين على توفير ظروف للعمل لفائدة الصحفيين والإعلاميين القادمين من المدن المذكورة، وإتاحة الفرصة لهم لإجراء مقابلاتهم واستقاء المعلومات الضرورية التي يحتاجونها. والمثير في الأمر، هو أن رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، إلياس العماري، الذي تشرف مؤسسته على "دار المناخ المتوسطية"، دأب مرارا على انتقاد الإقصاء والتهميش الذي تتعرض لها منطقة الشمال على عدة مستويات. غير أن العماري، سرعان ما يناقض نفسه من خلال اللجوء إلى محور "المركز" من أجل تنظيم ملتقيات وتظاهرات كبرى، التي يبقى العنصر المحلي والجهوي فيها مجرد ضيف من الدرجة الثالثة.