اتهم حزب "فوكس" اليميني المتطرف الحكومة الإسبانية ب"التقاعس"، منتقدًا ما وصفه ب"الرد الضعيف" أمام ما يعتبره "حصارًا اقتصاديًا" يفرضه المغرب على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك على خلفية استمرار إغلاق الجمارك التجارية وتصاعد الخطاب الوحدوي من جهات غير رسمية في الرباط. وفي سلسلة من الأسئلة البرلمانية التي وجّهها إلى الحكومة داخل مجلسي النواب والشيوخ، طالب الحزب اليميني المتشدد بتوضيحات بشأن ما يعتبره "شللًا مقصودًا" في المعابر الحدودية، مشيرًا إلى غياب أي رد دبلوماسي رسمي من طرف وزارة الخارجية، رغم ما وصفه ب"القرارات الأحادية" للمغرب. واعتبر "فوكس" أن "إغلاق المعبر التجاري بين المغرب وسبتة ومليلية، إضافة إلى تصاعد أنشطة لجنة تحرير المدينتين، يطرحان علامات استفهام مقلقة بشأن السيادة والأمن في المناطق الحدودية"، في وقت تصف فيه الحكومة الاشتراكية الحالية العلاقات مع الرباط بأنها "في أفضل حالاتها". وفي خضم هذا التصعيد البرلماني، عاد الحزب الإسباني إلى التذكير بأحداث 17 ماي 2021، حين دخل آلاف المهاجرين إلى سبتة بشكل مفاجئ، معتبراً أن ما جرى حينها "يبرهن على هشاشة حدود الدولة في ظل غياب خطة طوارئ واضحة". وفي الجانب الأمني، طالب الحزب بتوضيحات حول ما إذا تم تعزيز الحضور العسكري والأمني في النقاط الحدودية، بما في ذلك الجزر الصغيرة المتنازع عليها قبالة السواحل المغربية، مثل بيريخيل وبادس والحسيمة وشفارين، إضافة إلى أرخبيل الكناري. وفي الملف الاقتصادي، عبّر "فوكس" عن قلقه من استمرار تجميد حركة المبادلات التجارية، متهماً الحكومة الإسبانية "بالتخاذل"، ومتسائلاً إن كانت مدريد قد تلقت أي إشعار رسمي من الرباط بشأن تعليق التبادل التجاري، وما إذا بادرت بتوجيه احتجاج دبلوماسي. ودعا الحزب إلى "اتخاذ تدابير مقابلة"، في إشارة إلى إمكانية تفعيل ما وصفه ب"إجراءات الرد بالمثل"، تشمل القيود التجارية وتعليق التعاون الثنائي، معتبرًا أن "الوقت حان لاعتماد موقف حازم يراعي مصالح الدولة وسيادتها". كما سلط الحزب الضوء على التداعيات التي تطال النسيج الاقتصادي في سبتة ومليلية، منتقداً ما أسماه "غياب استراتيجية حكومية لإنقاذ المقاولات المتضررة"، ومشدداً على ضرورة إطلاق خطة دعم عاجلة لفائدة التجار والناقلين المحليين الذين "يدفعون ثمن الدبلوماسية المترددة".