كثفت مؤسسة طنجة المتوسط جهودها لردم الهوة التعليمية في إقليم الفحص أنجرة، معلنة عن إطلاق برنامج دعم شامل للموسم الدراسي 2025–2026، يضع التكنولوجيا الرقمية في خدمة أكثر من 3000 تلميذ ينحدرون من وسط قروي بامتياز، في محاولة لملء الخصاص اللغوي والمعرفي في المنطقة الخلفية للمركب المينائي الضخم. وأفادت المؤسسة في بلاغ لها، بأن هذا المخطط، الذي يستهدف 12 مؤسسة تعليمية موزعة على تراب الإقليم، يرتكز أساسا على إتاحة الولوج المجاني لمنصة "ألتيسيا" الدولية لتلاميذ المستويات الإشهادية، وذلك لمواجهة تحديات ديمغرافية ومجالية خاصة بالإقليم. ويعاني التلاميذ في القرى والمداشر المحيطة بالمناطق الصناعية من صعوبات في إتقان اللغات الأجنبية، مما يضعف فرصهم في الاندماج داخل الحوض التشغيلي الديناميكي الذي يوفره ميناء طنجة المتوسط والمناطق الحرة المجاورة. وفي سياق ديمغرافي يتسم بتشتت التجمعات السكنية وصعوبة التضاريس، أوضح المصدر ذاته أن المبادرة لا تكتفي بالحلول الافتراضية، بل تعززها بتوفير الكتب المدرسية ودعائم المواد العلمية والأدبية، لضمان تكافؤ الفرص بين أبناء الفلاحين وسكان القرى ونظرائهم في المجال الحضري لمدينة طنجة، خاصة وأن الإقليم يشهد تحولات اجتماعية متسارعة تفرض تأهيل الرأسمال البشري المحلي لمواكبة الطفرة الاقتصادية. وأشار البلاغ الذي وصل جريدة طنجة 24 الالكترونية نسخة منه، إلى أن هذا البرنامج التجريبي، الذي سيخضع لتقييم دقيق لقياس أثره على مستوى التحصيل الدراسي ومحاربة الهدر المدرسي، يأتي استكمالا لاستراتيجية المؤسسة المستمرة منذ 2007، والتي تهدف إلى جعل التعليم قاطرة للتنمية المحلية، وضمان أن يستفيد السكان المحليون، وخاصة فئة الشباب، من العائد التنموي للمشاريع الاستراتيجية المقامة على أراضيهم.