شارع المكسيك الذي يقع وسط مدينة طنجة، يُعد واحدا من أشهر الشوارع والأماكن بعروس الشمال، بفضل وجود عدد كبير من متاجر الملابس والمطاعم ومكاتب الخدمات به، ولهذا فإن الاكتظاظ البشري الذي يحدث هناك بين الحين والأخر، هو أمر لا مفر منه. وشارع المكسيك لا يرتبط في ذهن سُكان طنجة، بكونه الشارع التجاري الأشهر في المدينة فقط، بل تمكن مع مرور السنين من اكتساب شُهرة أخرى، تتعلق بكونه الشارع الأشهر حيث يمكن للناس استعراض مؤهلاتهم الجسدية والجمالية وممتلكاتهم المادية، أو ما يُطلق عليه عند الطنجاويين بلقب "شارع شوفوني"، وهذا ربما من عوامل اكتظاظه أيضا. وبما أن المغرب يعرف هذا الأيام نقاشا موسعا حول ظاهرة التحرش الجنسي، وخروج جمعيات نسائية تدعو للتصدي لهذه الظاهرة عن طريق استعمال "صفارة التحرش"، بمعنى قيام المرأة أو الفتاة بحمل صفارة معها أينما حلت وارتحلت واستعمالها في حالة إذا تعرضت للتحرش لتنبيه رجال الأمن، فإن شارع المكسيكبطنجة يبدو معنيا بهذا النقاش، ما من شك في ذلك. معدلات التحرش بشارع المكسيكبطنجة مرتفعة جدا، إذ لا يمكنك أن تمر من هناك دون أن تقفز كلمة من كلمات التحرش إلى أذنيك، بل أن تلك الكلمات صارت جزءا لا يتجزأ من ثقافة وطبيعة ذلك الشارع، والكلام هنا ليس فقط على الذكور، بل حتى على الإناث اللواتي يتحرشن بطريقتهن الخاصة لإسقاط أصحاب الممتلكات "الحديدية" في فخاخهن الناعمة. السؤال الذي يبقى مطروحا هنا، هو ماذا لو قررت النساء وحتى الرجال استعمال صفارة التحرش بشارع المكسيكبطنجة؟ الجواب يبدو واضحا، لا شك أن طبلة الأذن البشرية ستتعرض لأذى وضرر بالغ، لقوة "التصفير" التي ستزلزل المكان.