قال عبد الفتاح الفاتحي، خبير ومتخصص في قضية الصحراء المغربية، إن جبهة البوليساريو باتت تلعب ورقة التهديد الأمني في منطقة الساحل الصحراء، للضغط على الموقف الفرنسي من ملف نزاع الصحراء، حيث إن كثيرا ما بعثت البوليساريو تهديدات عنيفة ضد فرنسا على خلفية تحالفها الاستراتيجي مع المملكة المغربية في ما يتعلق بمسار المفاوضات حول الصحراء. وأوضح الفاتحي في تصريح ل"تليكسبريس"، تعليقا على تزايد حدة التحذيرات التي أطلقتها الخارجية الاسبانية وطلبت من رعاياها عدم السفر إلى تندوف، أن هذه الواقعة كشفت بأن الجبهة اعتبرت البيان التحذيري التي عممته السفارة الإسبانية وحذر من التوجه إلى مخيمات تندوف بيانا "تحت الطلب" بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى اسبانيا، أصبحت اليوم حقيقة مؤكدة. وأضاف الدكتور الفاتحي، أن الجبهة اليوم، وبوجود عناصر في مخيمات تندوف ثبُت تعاونها مع الجماعات المسلحة بمنطقة الساحل والصحراء، التي تنشط في الاتجار بالبشر والسلاح والأنشطة الإرهابية، وتزايد على المجتمع الدولي بالورقة الحقوقية في المنطقة، وهي بذلك أيضا تغطي ارتباطات قيادييها بجماعات الاتجار الدولي غير المشروع، للتغطية على تراجع المساعدات الغذائية التي كانت تجعل من اختلاسها عائدات مالية مهمة لدعم دبلوماسيتها. وأكد المتخصص في قضية الصحراء المغربية، أن تزايد التهديد الأمني في منطقة الساحل والصحراء أصبحت اليوم واقعا، بعد الرفع من درجة التوتر في منطقة الكركرات عبر تحريض عناصر تابعة لها لقطع الممر التجاري الدولي محول الرباط نواكشوظ، كما هذه التهديدات الأمنية ليست استثناء، إذ سبق اختطاف رهائن من ايطاليا وإسبانيا داخل مخيمات تندوف، مثلما وقع سنة 2012، و لم يُفرج عنهم إلا بعد تقديم فدية. وخلص الفاتحي إلى القول إن "هناك نزوعا لعناصر جبهة البوليساريو من أجل التعاطي مع الجماعات الإسلامية، وأن الهجوم الإرهابي الذي تم إحباطه ينفي ادعاءات الصحف الجزائرية بكون تحذير مدريد ترضية للرباط، وكذلك لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الذي زار إسبانيا، وبذلك فقد شهد شاهد من داخل الجزائر بأن هناك تهديدات حقيقية تمس أمن الساحل والصحراء".