سجل المغرب تعاقب سنتين من الجفاف الذي يعد إلى جانب فيروس كورونا من بين الصدمات الكبرى التي تعرض لها الاقتصاد المغربي خلال هذه السنة. ويرى مراقبون أن تداعيات موجة الجفاف التي تشهدها المملكة منذ سنتين بدأت في الظهور خاصة على مستوى تأثر الإنتاج الفلاحي ونقص في المياه الصالحة للشرب بعدة مناطق بالمغرب. وقال نبارك أمرو، رئيس جمعية إعلاميي البيئة، إنه رغم الاستثمارات الضخمة التي توجهها بلادنا للمجالات المرتبطة بالمياه، سواء في المجال الفلاحي أو بالماء الصالح للشرب، لا تزال ظاهرة ضعف التساقطات المطرية وندرة المياه الجوفية تؤثر سلبا على السياسة المائية وعلى مختلف الأوراش المفتوحة التي تتم وفق أفق تحددها الدراسات والتوقعات المستقبلية التي تتم بشكل جد مدروس من لدن مختلف المؤسسات العمومية الوطنية. وأضاف في تصريح أنه لعل أول ما ينبغي أن ينتبه إليه الجميع، خاصة في الظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا كما يعيشها العالم بأسره، ألا وهي فترات الحجر الصحي التي تفرضها مستجدات الوضعية الوبائية من حين لأخر، والتي يتم من خلالها، دون أن ينتبه إليه الرأي العام، الاستهلاك المضاعف للمواد المائية والطاقية ، وهذا ما أكدته الفاتورات التي كشفت عنها مؤخرا وكالات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والكهرباء والوكالات المستقلة المكلفة بهاتين المادتين الحيويتين في إطار التدبير المفوض، واستغراب شرائح عريضة من المواطنين من حجم المبالغ المستحقة لهذه الوكالات دون الانتباه لكون استهلاك الأسر قد تضاعف خلال أشهر الحجر الصحي الذي تزامن مع موجات من الحرارة وشح التساقطات المطرية في عدة جهات. وأشار أن هذه الوضعية بطبيعة الحال جاءت بعد موسم فلاحي اتسم بالجفاف وبضعف الانتاج جراء قلة التساقطات المطرية وتراجع منسوب السدود الذي وصل خلال العام الجاري إلى مستويات غير مسبوقة، قبل الأمطار والعواصف الرعدية التي عرفتها بعض المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية مؤخرا وساهمت بشكل لابأس به في الرفع من نسبة ملء بعض السدود الصغرى والمتويطة والسدود التلية، مقابل تسجيل تدخلات من لدن السلطات والجماعات الترابية في العديد من المناطق لتوفير الماء الصالح للشرب عبر الشاحنات الصهريجية. وما يدق ناقوس الخطر في هذا الجانب، يضيف ذات المتحدث، هو تسجيل نقص حاد في المياه الصالحة للشرب لأول مرة في عدد من الجماعات الترابية الجبلية التي تتميز بتساقط الثلوج شتاء من قبيل جماعات تلمي وإكنيون وتغزوت وألنيف وتودغى السفلى والخميس دادس وأيت هاني وكلها جماعات ترابية تابعة لإقليم تنغير شرعت مصالح الإنعاش الوطني والسلطات المحلية ومصالح الجماعات في تزويد الساكنة عبر الصهاريج بالماء الشروب، قبل أن يتدخل مجلس إقليم تنغير خلال دورته العادية المنعقدة يوم الاثنين المنصرم ورصد ميزانية مهمة لتمويل مشاريع التزويد بالماء بالعديد من هذه الجماعات.. وأضاف عضو الائتلاف الوطني من أجل المناخ والتنمية المستدامة أنه تم اليوم توقيع اتفاقية تمويل بقيمة 200 مليون يورو لدعم المنظومة الفلاحية بالمغرب، وهي بمثابة أول شراكة بين البنك الأوروبي للاستثمار والقرض الفلاحي للمغرب من أجل دعم مقاولات قطاع اقتصاد الأحياء والفلاحة. وتهدف هذه الشراكة إلى مواكبة الاستراتيجية الفلاحية الجديدة للمغرب «الجيل الأخضر 2020-2030 »، وذلك في سياق تعبئة الاتحاد الأوروبي في مواجهة جائحة كوفيد 19