تفاديا لمنع مسيرتهم، لجأ نشطاء الحراك الشعبي في "الجمعة 119" بالجزائر العاصمة، إلى الانطلاق في مسيرة هذا اليوم من المناطق التي تخلو من التواجد الأمني الكثيف الذي تعرفه عادة الشوارع والساحات الرئيسية. وانطلقت مسيرة هذا اليوم، بعد صلاة الجمعة، من حي الحراش، حيث ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطة، وأخرى تُطالب ب"دولة مدنية". كما خرج عشرات المتظاهرين، في حي عين البنيان بالجزائر العاصمة، مرددين شعارات تطالب ب"رحيل النظام" و"الإفراج عن المعتقلين". في المقابل، لم يتمكن المتظاهرون من الخروج من شارع ديدوش مراد في قلب العاصمة أو باقي الشوارع الرئيسية الأخرى التي عرفت تعزيزات أمنية لافتة كما شهدت حركة المرور فيها ازدحاما بفعل إغلاق العديد من الممرات. وبعكس العاصمة، خرجت أعداد غفيرة من المتظاهرين في ولايتي بجاية وتيزي وزو، دون أن تعترضهم قوات الأمن. ولم يتمكن المتظاهرون من الخروج في مسيرات الجمعة والثلاثاء بالعاصمة منذ حوالي شهر وذلك بسبب الإنزال الأمني الذي تشهده، بالخصوص على مستوى الشوارع الرئيسية التي اعتاد المتظاهرون السير عبرها. وكانت وزارة الداخلية الجزائرية قد أعلنت مؤخرا عن ضرورة الحصول على ترخيص مسبق قبل تنظيم أي مسيرة احتجاجية في كامل ولايات الوطن، مع تحديد هوية المنظمين والشعارات التي سيقومون برفعها خلال المسيرات. وقد أثارت تلك الشروط موجة من ردود الفعل خاصة وأن كثيرين اعتبروا أن الهدف منها "منع" مسيرات الحراك، وذلك مع اقتراب الموعد الانتخابي المرتقب في شهر يونيو المقبل.