اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة الجمعة، على الخصوصبأجواء إجراء الانتخابات المحلية حيث كتبت صحيفة (ليبيرتي) أن الجزائريين توجهوا إلى صناديق الاقتراع، أمس الخميس، للقيام بواجبهم الانتخابي بمناسبة الانتخابات المحلية، في أجواء مطبوعة بالشك والقلق حول مستقبل بلادهم. وأضافت أن عددا كبيرا من المرشحين، بعضهم تحت لافتة حزبية، وآخرون من خلال قوائم مستقلة تعبؤوا بقوة في محاولة لإقناع الناخبين، الذين لم يولوا اهتماما كبيرا لهذا الموعد الانتخابي. واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "تحديات" أنه من البديهي في ظل أجواء سياسية موبوءة من هذا القبيل، يبقى الرهان، بالنسبة للمؤسسات، هو مستوى مشاركة المواطنين، بالنظر إلى أن النسبة المرتبطة بها، وكذا النتائج بذاتها، تعطي بطريقة ما صورة عن اقتراع آخر، هام بالنسبة لمستقبل البلاد، ممثلا في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019" من جهتها، كتبت صحيفة (الشروق) أن سياق الأزمة واليأس، الذي يخيم على البلاد، يوفر أرضية خصبة لاتساع رقعة المقاطعة، مشيرة إلى أن المشاركة في الانتخابات أو المقاطعة هو عمل سياسي هام وليس مجرد مسألة تحسيسية تقنية، أو مسألة بيداغوجية لتعبئة الناخبين من خلال تنظيم حملة انتخابية صاخبة. واعتبرت أن السباق نحو مقاعد الجمعيات المحلية قد يعرف بعض المفاجآت، خاصة مع بروز تشكيلات سياسية جديدة وقوائم للمستقلين، التي تضاعف عددها بمناسبة هذا الاقتراع، مسجلة أن أحزاب المعارضة، التي اشتكت دائما من "التزوير"، حذرت هذه المرة من "طبخ نتائج الاقتراع" و"حشو صناديق الاقتراع". من جانبها، ذكرت صحيفة (الوطن) أن نسبة المشاركة والظفر بأغلبية الجمعيات المحلية (البلدية والولائية) هما الرهانان الرئيسيان لاقتراع 23 نونبر. وفي مقال بعنوان "ولاية في سياق الأزمة"، أشارت الصحيفة إلى أن المرشحين المستقلين الذين شاركوا في هذا الاقتراع، والذين كانت لهم الفرصة لمخاطبة الناخبين طيلة ثلاثة أسابيع من الحملة الانتخابية، سينتظرون ما ستسفر عنه النتائج، التي سيتم الاعلان عنها صباح الجمعة على أبعد تقدير. فأحد رهانات هذا الاقتراع يهم الفوز بأغلبية مقاعد الجمعيات الشعبية البلدية والجمعيات الشعبية الولائية، مسجلة أن الحزبين الحاكمين، جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، هما أبرز المنافسين على هذا الصعيد. بدورها، اعتبرت صحيفة (ليكسبريسيون) أن الخريطة السياسية التي سيفرزها الاقتراع المزدوج ليوم 23 نونبر لن تختلف عن تلك التي أفرزتها الانتخابات المحلية لسنة 2012 والانتخابات التشريعية الأخيرة، وذلك بحسب العديد من المراقبين. وأضافت أن أغلبية البلديات ستؤول لحزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، مسجلة أن أحزابا من قبيل الحركة الشعبية الجزائرية التي يترأسها عمارة بن يونس وتجمع أمل الجزائر لعمار غول وجبهة المستقبل لعبد العزيز بلعيد، قد تحافظ على مواقعها، أي نفس النتيجة التي حصلت عليها في الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من ماي الماضي. وأوضحت الصحيفة أن هذه الأحزاب الثلاثة تشكل مجموعة من التشكيلات السياسية التي تفرض نفسها في المشهد السياسي على الرغم من أنه لم يتم تشكيلها إلا حديثا، أي سنة 2012. وقد اعتبرت الصحف الجزائرية أن شرعية المؤسسات، من القاعدة إلى القمة، التي تؤسس دولة ديمقراطية، هي الضمانة الوحيدة لخلق ثقافة المواطنة والديمقراطية التشاركية التي تتم عبر انتخابات حرة ونزيهة. وقالت إن المقاطعة التي سجلت نسبا مرتفعة جدا خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة قوضت جميع الحسابات، وعرت المخططات الانتخابية للحكم وأبانت عن زيف أسطورة انخراط المواطنين في المسلسل الانتخابي الذي يتم تقديمه على أنه يعطي الشرعية الديمقراطية للنظام القائم