حرص المغرب، من خلال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، على الحضور في قمة دول حوار ''5 + 5'' التي احتضنت أشغالها الجزائر نهاية الاسبوع الماضي، وذلك رغم الإدعاءات والتأويلات التي نشرتها وسائل الإعلام الجزائرية حول إمكانية غياب المملكة في هذا اللقاء الاقليمي بسبب الادعاءات التي أدلى بها وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل شهر أكتوبر الماضي. وفي هذا الإطار أكد أستاذ العلاقات الدولية إدريس لكريني، حسب موقع القناة الثانية الذي اورد الخبر، أن "المغرب لم يتوقف عن المطالبة بتحسين العلاقات بينه وبين الجزائر، محذرا من الخسائر التي يكلفها جمود الاتحاد المغاربي خاصة على المستوى الاقتصادي". وأضاف لكريني أن حضور بوريطة في أشغال قمة ''5 + 5'' يبرز "حسن نية المغرب تجاهه دول الجوار، ورغبته في مواجهة التحديات المشتركة، سواء تعلق الأمر بقضايا الهجرة أو تلك المرتبطة بالتطرف والإرهاب". وخصص اجتماع وزراء خارجية بقمة ''5 + 5'' لمناقشة موضوع "غرب المتوسط: تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في مواجهة التحديات المشتركة بالمنطقة". حيث أكد خلاله بوريطة على يقينه بأن غرب المتوسط يمكنه أن يكون محفزا للنمو المشترك، ووعاء لتدبير مندمج لقضية الشباب في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية، وحتى في أبعادها الثقافية والإنسانية أيضا. وأوضح بوريطة أنه إذا كان الشركاء في الشمال يتميزون باندماج اقتصادي قوي، ففي الجنوب، تشكل البلدان المغاربية إحدى أقل المناطق اندماجا في العالم، مشيرا إلى "أن الفجوة بين الضفتين حقيقية، ولكن الهوة داخل الضفة الجنوبية تبعث على الأسف". وأضاف بوريطة "أن قضية الاندماج الاقتصادي للجنوب تزداد تعقيدا، بسبب إغلاق الحدود الذي يعيق بشكل بنيوي ازدهار المنطقة"، مشيرا إلى أن "حسن الجوار، هو أكثر من مجرد مبدأ، إنه قيمة والتزام، بالنسبة للدول أيضا، وخاصة بالنسبة للدول. إن الاستقرار لا يستقيم مع عدم المسؤولية. وهو أمر يعرفه الجميع".