شهدت عدة مدن جزائرية في غضون الأسبوع الجاري، تساقط أمطار طوفانية، تسببت في وقوع خسائر مادية وبشرية كبيرة، وثقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عبر صور وفيديوهات. واهتمت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم الجمعة، بانعكاسات الفيضانات في البلاد، وغياب الدولة التي أدارت ظهرها كما العادة تاركة السكان في مواجهة مصيرهم لوحدهم.. وكتبت صحيفة "ألجيري باتريوتيك" أن أمطارا موسمية، وعلى الرغم من أنها كانت متوقعة، فقد أبانت عن تقصير المسؤولين الجماعيين، إلى الحد الذي فاجأتهم في حين كان يتعين الاستعداد لها للحد من تأثيراتها على الساكنة وعلى المناطق الحضرية. وعبرت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان "غرق جماعي" عن أسفها إزاء طريقة المسؤولين في التواصل، والذين يلجؤون في كل مرة إلى اتخاذ موقف دفاعي، كما لو أنهم تسببوا في وقوع الكارثة، في حين أنه وبالمقارنة مع بلدان أخرى، وحتى أكثرها تقدما، فإن الفيضانات لا تنجم عنها خسائر بشرية وأضرار مادية أقل. وكشف صاحب الافتتاحية عن أنه إذا كانت المسؤولية متقاسمة بالفعل، فإنها تعود في نهاية المطاف للدولة، التي دائما ما تدير ظهرها، متحملة حتى هجمات السكان ضحايا أفعالهم، قائلين إن الدولة لم تحميهم من أنفسهم. من جهتها، كتبت صحيفة "الوطن" أن ساعة من التساقطات كانت كافية لتتسبب في كارثة بقسنطينة، مضيفة أن المعطيات الأولية التي تم التوصل بها بفضل أشرطة فيديو بثت على شبكات التواصل الاجتماعي أبانت عن أن الأمر يتعلق بطوفان حقيقي شهدته الطريق الوطنية رقم 27، وحي جبلي أحمد ببلدية حامة بوزيان على بعد 5 كلم عن وسط مدينة قسنطينة. وأضافت الصحيفة، تحت عنوان "الفيضانات بقسنطينة.. بعد الترقيع، حلت الكارثة"، أن سيولا من الطين تدفقت على الطريق، التي غمرتها المياه بشكل كامل، جارفة معها عشرات السيارات باتجاه الجزء السفل من قارعة الطريق على ارتفاع يفوق المتر. وسجلت أنه حتى الحاجز الإسمنتي الفاصل بين جزأي الطريق بدا عاجزا عن احتواء تدفق المياه بقوة، في حين حوصر حوالي 100 شخص داخل سياراتهم، وحافلات بقيت عالقة. وأشارت الصحيفة إلى سقوط قتيلين، بحسب حصيلة مؤقتة لمصالح الحماية المدنية، موضحة أنه كان يتعين التعويل على رد الفعل العفوي للساكنة القاطنة بمحاذاة المنطقة، وعلى تجار وراجلين وسائقين كانوا يعبرون بلدة الكنتولي، والذين نظموا أولى عمليات إخلاء الركاب، ومن بينهم نساء وأطفال، من خلال سلسلة بشرية طويلة تم تشكيلها فوق الجسر الواقع قرب الطريق.