تطرقت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، إلى الصراعات بين الأحزاب السياسية والأجنحة، وخاصة بين الحزبين الحاكمين، جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. وفي هذا الصدد لاحظت صحيفة "ليبرتي"، أن وزير العدل الطيب لوح، فتح نيران الانتقادات على الوزير الأول أحمد أويحيى في الوقت الذي يعزز فيه حزبه أي جبهة التحرير الوطني، الهدنة مع التجمع الوطني الديمقراطي ويوطدان تحالفهما من أجل عهدة خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وسجلت الصحيفة في افتتاحيتها أن من كان يقف من وراء التغييرات التي شهدتها جبهة التحرير الوطني في السنوات الأخيرة، خرج من الظل لمهاجمة الوزير الأول على نحو مباشر ومن خلال مرافعة صريحة وواضحة بشأن نواياه. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعركة داخل التحالف تجري بالموازاة مع معركة العهدة الخامسة، مضيفة أن الطيب لوح، الرئيس السابق لنقابة القضاة، الذي استقطبته جبهة التحرير الوطني لا يتصدى للحليف الظرفي تبعا لمنطق النظام الذي يعملان كواجهة سياسية له، ولكنه يتصدى إلى أويحيى الطموح، وهو نتاج النظام، الذي يشتبه في كونه يوجد ضمن الخطة البديلة أو خطة الخلافة. واعتبر كاتب الافتتاحية في هذا الصدد، أنه لا يمكن لجبة التحرير الوطني في ظل وضعها المبعثر أن يكون لها وزن ضمن فرضية الخطة البديلة، لأن أحمد أويحيى هو قبل كل شيء نتاج النظام، وقد أدخل رغما عنه في السياسة. وأضاف أن الرد المعتدل لأويحيى على هجمات لوح، من خلال تعليماته لمناضلي التجمع الوطني الديمقراطي يمكن اعتباره ردا حكيما على الأصوات المعادية من جبهة التحرير الوطني التي تريد إطالة عمر حزب بلغ نهايته البيولوجية. ولاحظت أن هذه الحساسية إزاء التغيير والتحول هي التي جعلت الجبهة جامدة، إلى درجة لم تعد قادرة معها على إنتاج شخصية سياسية قابلة لتولي الرئاسة، متسائلة عما إذا كان هذا الحزب الذي يوجد في الحكم، يريد أن يصبح عقبة في وجه أي أفق للتغيير؟