توقعت باحثة ب"معهد كارنيغي للأبحاث حول السلام"، مزيدا من الاحتقان الاجتماعي في الجزائر خلال عام 2019، بسبب حدة الأزمة المالية التي تواجهها الحكومة منذ 2016، واحتمال لجوئها للاستدانة من الخارج لحل مشاكلها. ورصد المعهد الدولي، المتخصص في متابعة وتحليل أبرز الأحداث الجارية في بلدان العالم، توقعات باحثيه المقيمين بخصوص سنة 2019، والذين ينشرون دراساتهم بموقعه الإلكتروني. ومن بين هؤلاء، الباحثة الجزائرية داليا غانم يزبك المقيمة في بيروت، والتي ذكرت أن الجزائر ومنطقة المغرب العربي والساحل الأفريقي، ستواجه خلال العام الجاري "تحديات اقتصادية وأمنية مهمة، إذ لا تزال مسألة المتشددين العائدين وإعادة تأهيلهم عالقة في بلدان كثيرة". وتحدثت تقارير أمنية جزائرية عن "مئات المقاتلين يتحدرون من المغرب العربي ومنطقة جنوب الصحراء، بصدد العودة إلى بلدانهم من مناطق الصراع بسوريا والعراق، وذلك بعد الهزائم التي تعرض لها تنظيم داعش بهذه المناطق". وجاء في هذه التقارير أن الجزائروتونس من أكثر البلدان المعنية بخطر عودة المتشددين. وبحسب الباحثة، فإن العودة المفترضة للمقاتلين باتت "مدعاة للقلق في تونس التي لا تمتلك استراتيجية لمنع التطرّف العنيف، كما أنها تفتقر إلى برامج لإعادة التأهيل. وسوف يظل شبح التطرف مخيِّماً فوق المنطقة، وستواجه بعض البلدان، مثل ليبيا وتونس ومصر، تحدّيات أكبر بالمقارنة مع الجزائر والمغرب". وقالت داليا يزبك إن الجزائر تستعد لإجراء انتخابات رئاسية متوقعة في أبريل المقبل، "لكنها تبدو عالقة وسط مرحلة انتقالية مستمرة"، في إشارة إلى الجدل حول احتمال تأجيل الانتخابات لعدم التأكد بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيكون من جديد مرشح النظام. وهذه القضية محل نقاش حاد في البلاد منذ أسابيع، وخاض الجيش فيها داعيا إبعاده عن السياسة. وأضافت الباحثة بأن "الضبابية" التي تسود الوضع السياسي في البلاد "تزيد من حدّتها أزمة اقتصادية عميقة، وغضبٌ اجتماعي متعاظم، ما يؤدّي إلى انقطاع الرابط بين الشعب والقيادة. لذا، يبرز احتمال حدوث اضطرابات اجتماعية". وأكثر ما تخشاه الحكومة الجزائرية في 2019 في ظل شح الموارد المالية، الناجم عن تراجع مداخيل بيع النفط والغاز، تصاعد موجة الاحتجاجات التي كانت في 2018 بمثابة رد فعل على عجز الحكومة عن توفير الخدمات الأساسية، كالماء الصالح للشرب وقنوات الصرف الصحي، والعلاج في المصحات الحكومية. علما بأن الجزائر تضطر إلى استيراد حاجياتها من الخارج بقيمة 60 مليار دولار سنويا، بينما تضاءلت مداخيلها من المحروقات من عام لآخر منذ 2014، ووصلت إلى 33 مليار دولار. وأعلنت الباحثة الجزائرية أنها "ستتابع عن كثب توجهات الإسلام السياسي في الجزائر، ولن أواصل التركيز على موضوع النساء في المجموعات المتطرفة وحسب، وإنما أيضاً في الجيوش العربية. فهذه المسألة تتحوّل إلى مادّة سجالية في الكثير من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".