فرحة التطوانيين بتحرير الملك العمومي توازي فرحتها بتحريرها من المستعمر، كما يتمنى أهلها أن يلي هذا القرار آخر بمنع المقاهي استعمال الشارع العام لحرمان من يقضي يومه في عد خطوات المارة من لذة " التبركيك". ثم إن اهلها باتو أيضا يحلمون بالتصدي لبعض "الشمكارة" و أعتذر عن استعمال اللفظة التي تعبر عن فئة تتصيد كل من يركن سيارته و لو لاستعمال الهاتف كي تقف بجانبه تنتظر ما تجود به يده، و إن لم يرقى لتطلعاتهم فإنهم سرعان مايقلبون عليه الطاولة ليصبح حقا مكتسبا لهم فيسبون و يشتمون و يعلقون على كون الدرهم ليس اجرا لما يقومون به من خدمات اعتقدوا أنها مجدية. حراس السيارات: هل سيأتي يوم القضاء على خدماتهم التي ألصقت بالمواطن عنوة فاحتلوا أرصفة كل الشوارع التي تصلح للركن و لبسوا أقمصة" عليها حراس السيارات نهارا" مطرزة أهدتها لهم الجماعة الحضرية ليحسوا بأنهم بالفعل يقدمون خدمة للمواطن، ثم أصبحوا يفرضون عليه تعريفات حسب أهمية الموقع، بل ويحتجون على المواطن بكون الدولة هي التي منحتهم الحق في حماية سياراتنا. سؤال بسيط بهذا الباب: لم لم تتكلف هذه الدولة بأداء أجور لهاته الفئة و لو باقتطاعها من قيمة الضرائب التي تفرضها على مستعملي السيارات سنويا؟ و تخصص لهم ميزانية خاصة بكل مستحقاتها من اقتطاعات للتغطية الصحية و لصندوق الضمان الاجتماعي، و بهذا يمكن أن تخلق مناصب شغل مقننة يستفيد منها كل من له الحق في الحصول على عمل وفق مؤهلاته، كما أنها ستساهم في ضمان الأمن و السلامة لكل من أراد أن يركن سيارته حيثما شاء و ستوفر عليه وقت العراك مع كل من يعترض سبيله كي يجمع ثمن حقنة أو قارورة شراب بمجرد أن يلبس وزرة مخصصة لهذا الغرض؟ .