إنتهت إنتخابات المجلس الأعلى للسلطة القضائية حيث جرى الاقتراع يومه السبت 23 يوليوز ، والذي تميزت بمشاركة بلغت نسبتها 93,61 في المائة ، طبع هذا الحدث التاريخي في مجال السلطة القضائية روح من المسؤولية الحقة و الواعية ، وقد تم الاسفار عن النتائج النهائية بفوز ثلة من القاضيات و القضاة ، ومن بين السيدات القاضيات الفائزات ضمن الاستحقاق الانتخابي لعضوية المجلس الأعلى للسلطة القضائية عن محاكم الدرجة الثانية : الاستاذة ماجدة الداودي مستشارة بمحكمة الاستئناف بأكادير الكل يجزم بكون الاستاذة ماجدة الداودي إمراة بألف رجل عرفت بمواقفها و نزاهتها و استقامتها ، و التاريخ يشهد لها بنظافة اليد و الشخصية القوية وحب الخير للقضاء و القضاة ، أقل ما يمكن أن يقال في هذه الظرفية أن الاستاذة ماجدة الداودي تستحق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، نعم تستحق أن تمثل القضاة بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية ، وإنه من جميل الصدف أن يتزامن عيد ميلاد الاستاذة ماجدة الداودي مع يوم الاعلان عن نتائج الانتخابات ، الامر الذي يحمل معه أكثر من دلالة منها أن الاستاذة ستبقى وفية لبرنامجها الانتخابي ستسعى جاهدة من أجل إعلاء كلمة الحق قصد ضمان أستقلال السلطة القضائية في ظل هذه المرحلة التأسيسية ، فهنيىا للجميع بهذا الفوز العظيم الذي ينم عن حنكة و دراية في تدبير الأمور من طرف الاستاذة ماجدة الداودي. في قلب العاصمة الإسماعيلية مكناس رأت النور وبها أمضت فترة غير يسيرة من عمرها. وهناك أيضا تملكها عشق جارف لفض النزاعات وإنصاف المظلومين وزجر المخالفين. عشق تحول إلى حلم ومنه إلى مشروع فبرنامج عمل. فبعد حصولها على شهادة البكالوريا لم تتردد ماجدة الداودي في الالتحاق بمدرجات كلية الحقوق بالجامعة، حيث جاورت فصول القانون الجنائي ومواد القانون المدني وهناك أيضا خبرت دروب المساطر والإجراءات وباقي فروع القانون، إلى أن توجت مسيرتها الجامعية بالحصول على الإجازة في القانون الخاص سنة 1991. ترسانة معرفية وقانونية إذن تلقتها الداودي من الجامعة سرعان ما تفوقت في توظيفها من أجل تحقيق حلم حياتها الأول، فكان لها أن التحقت بالمعهد العالي للقضاء بالرباط، وبه اجتهدت في تعميق مداركها القانونية وإغناء الملكات التي سكنتها من حب لمهنة القضاء، لتتوج مسيرتها الأكاديمية بتحقيق الحلم الذي تحول إلى مشروع. فبعد تخرجها مباشرة من المعهد العالي للقضاء سنة 1993 سيتم تعيينها بسلك القضاء بابتدائية مكناس، ومنها إلى المحكمة الابتدائية لإنزكان سنة 2001، وهي المحكمة التي مكثت فيها إلى حدود سنة 2013 تاريخ التحاقها للعمل بمحكمة الاستئناف بأكادير وفي ملفها المهني درجة استثنائية. وما بين تعيينها الأول في ابتدائية مكناس إلى اقتعادها مقعد قاضية من الدرجة الاستثنائية بمحكمة الاستئناف بأكادير، أمضت ماجدة الداودي عشرين سنة تقريبا في دراسة الملفات والنطق بالأحكام. حيث اشتغلت على قضايا منازعات الشغل وحوادثه وقضايا الجنحي العادي والمدني المتنوع وجنحي السير وغيرها من القضايا التي أكسبتها تجربة غنية. لقد أمضت الأستاذة الداودي إذن مدة غير يسيرة في دروب القضاء، مسيرة لم يكن يختلف المتقاضون أمامها حول شيء أكبر من اختلافهم حول لحظة نطقها بالأحكام، حتى أن من اشتغلوا إلى جانبها يجزمون أن تعابير وجوه المتقاضين تشي بذوي الحق من غيرهم خلال اللحظات التي تسبق نطقها بالأحكام، فترى أعناق أصحاب الحق تشرئب لهفة لسماع الحكم فيما تعلو تقاسيم العبوس وجوه من ليسوا من ذوي الحق، لا لشيء إلا لكونهم يعرفون مدى نزاهة هذه المرأة وصرامتها في تطبيق القانون، حتى سميت بالقاضية الحديدية.