كشفت مصادر إعلامية متطابقة أن وزارة الداخلية استدعت بشكل مستعجل، باشا مدينة تطوان، محمد أهناني، ورئيس المجلس الجماعي، مصطفى البكوري، للتحقيق في ملابسات دخول شخص انفصالي تابع لجبهة "البوليساريو" إلى تطوان ضمن وفد إسباني للمشاركة في نشاط رسمي تنظمه الجماعة. وأوضحت ذات المصادر أن الداخلية استفسرت الباشا ورئيس الجماعة عن ملابسات دخول المعني بالأمر إلى تطوان، حيث اتضح أنه كان يستعد للمشاركة في الملتقى الرابع للتعاون الدولي المنظم من طرف جماعة تطوان بشراكة مع جمعية "طفولة ثقافة وتربية" الإسبانية، تحت شعار "دور السياحة الثقافية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة". وأضافت ذات المصادر أن المعني بالأمر يدعى "محمد يحيى سالم"، وهو حامل للجنسية الجزائرية و مقيم بمالقا الإسبانية، كما أنه يشتغل صحفياً في قناة وموقع تابعين لجبهة "البوليساريو"، وسبق أن حرض على القيام بأعمال تخريبية في المدن الجنوبية للمملكة. وأكدت المصادر نفسها أن السلطات المحلية بتطوان قامت بترحيل الانفصالي إلى إسبانيا، يوم أمس الأربعاء، بعد علمها بهويته، كما قامت جماعة تطوان بإلغاء مراسيم الاستقبال الرسمي للوفد الإسباني بسبب البلبلة التي خلقها هذا الموضوع. وتتواصل تحريات وزارة الداخلية بهذا الشأن من أجل معرفة ظروف دخول المعني بالأمر إلى التراب الوطني، وكذا تحديد الجهة التي وجهت إليه الدعوة للمشاركة في النشاط المذكور. وتعليقا على هذا الموضوع، وصف فريق العدالة والتنمية بمجلس جماعة تطوان، ما وقع ب"الخطأ الجسيم"، مطالبا بضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات الإدارية المستعجلة. ودعا رئيس فريق البيجيدي بالجماعة، عادل بنونة، في بلاغ له، بسحب التفويض عن المسؤول الذي "ورَّط الجماعة ومكتبها المسير وباقي مكونات المجلس في هذا الملف الذي ستكون له تداعيات على إشعاع جماعة تطوان على الساحة الدولية". وفي سياق متصل، طالب البلاغ بعقد ندوة صحفية للمكتب المسير لشرح ملابسات هذا الملف، منوها بيقظة الأجهزة الأمنية "لحماية الوطن والتصدي لكل العابثين المندسين تحت غطاء جمعيات دولية".