تحتضن العاصمة السنغالية ما بين 25 و27 أبريل الجاري، الدورة الثانية لمؤتمر "أطلنتيك ستراتيجي غروب"، وهو تظاهرة ينظمها مركز المكتب الشريف للفوسفاط للبحث والتفكير والحكامة "أو سي بي بوليسي سنتر"، بشراكة مع صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، والمعهد الإفريقي للاستراتيجيات بدكار. وأوضح بلاغ ل"أو سي بي بوليسي سنتر" توصل به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بدكار، أن هذا المؤتمر الذي يتمحور حول إشكاليات تواجهها الدول المطلة على المحيط الأطلسي، يشكل نشاطا تكميليا لتظاهرة "حوارات الأطلسي" التي تنظم سنويا بمراكش، بتعاون مع صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة. ويشارك في هذه التظاهرة السنوية التي نظمت دورتها الأولى سنة 2015 في ساو باولو بالبرازيل، 50 مشاركا من عشرين بلدا من أمريكيا الشمالية وأوروبا وأمريكيا اللاتينية وإفريقيا. وأوضح المصدر ذاته أن هذا المؤتمر الذي يشارك حشد من مدعوين رفيعي المستوى "يتماشى مع مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يولي اهتماما خاصا للنهوض بالعلاقات المتميزة بين دول الجنوب، مع اهتمام خاص بالقارة الإفريقية". ومن ضمن الشخصيات المشاركة في هذه التظاهرة، هناك على الخصوص، رئيس مجلس المعد الإفريقي للاستراتيجيات، والرئيس السابق للرأس الأخضر، بيدرو بيريز، ووزير الشؤون الخارجية والطيران المدني لسانت كيتس ونيفيس، مارك أونطوني غراهام برانتلي. ويمثل المغرب في هذا الحدث، على الخصوص، السيد يوسف العمراني، المكلف بمهمة بالديوان الملكي، الذي أبرز خلال جلسة في إطار المؤتمر، أمس الثلاثاء، الأهمية الاستراتيجة للخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالرياض، بمناسبة القمة المغربية الخليجية. وحسب البلاغ، فإن "أطلنتيك ستراتيجي غروب" يتوخى، عبر النقاشات وتبادل الأفكار بين المشاركين، خلق أرضية للتبادل وتشجيع دول الواجهة الأطلسية، ولاسيما دول الجنوب، على الانكباب على قضايا ذات اهتمام مشترك. وفي هذا الصدد، تشمل المواضيع التي تتم مناقشها خلال هذه التظاهرة التكامل الاقتصادي والتحويل الصناعي بإفريقيا، وتطوير الفلاحة، والتنسيق، والشراكات بين الدول وكذا قضايا الحكامة والتنمية البشرية. ويكتسي النقاش بخصوص هذه القضايا أهمية خاصة بالنظر إلى أن الظرفية الإقليمية والدولية تفرض على دول الأطلسي تنسيقا وثيقا لترصيد الفرص الجديدة على المستوى الجيو-استراتيجي والجيو-اقتصادي، وكذا سبل تنمية دول الجنوب، ولاسيما بإفريقيا. وتندرج هذه التظاهرة في إطار أشغال وبرامج " أو سي بي بوليسي سنتر" اي يروم النهوض بحوار معمق بين مراكز التفكير على قاعدة تقاسم التجارب والحوار القائم على التحليلات والابحاث الواقعية من أجل المساهمة في تحسين السياسات العمومية. يشار إلى أن "أو سي بي بوليسي سنتر" مركز تفكير مغربي يروم النهوض بتقاسم المعارف والمساهمة في تفكير ثري حول القضايا الاقتصادية والعلاقات الدولية. ويتيح المركز قيمة مضافة حقيقية ويتوخى المساهمة بشكل فاعل في اتخاذ القرار الاستراتيجي عبر أربع برامج بحثية هي الفلاحة، والبيئة والأمن، والاقتصاد والتنمية الاجتماعية، واقتصاد ومالية المواد الأولية، والجيوبوليتيك والعلاقات الدولية.