يبدو أننا نفتقر اليوم كثيرا إلى منطق مضبوط للحديث عن المساواة بين الجنسين في علاقتهما بمسؤولية معينة، وبمهمة معينة..إن الدين يتحدثون اليوم عن ضرورة تواجد المرأة في هده الهيئة أو تلك ، بهده النسبة أو تلك ، لا يدافعون حقا عن المرأة ، وان كانوا يعتقدون دلك ، أو يتوهمونه ، لسبب بسيط ، هو أن المرأة ليست رقما تتم إضافته ، أو بندا تتم زيادته ليكتمل المشهد ، ويتحقق الارتياح العاطفي .هدا النوع من الوعي ليس صحيحا،هو في أحسن الأحوال وعي خادع ليس إلا . ادا كنا نؤمن بالمساواة بين الجنسين حقا، فدلك يعني أن الرجال و النساء بالنسبة إلينا سواء، يجتمع الكل،ويلتقي الجنسان معا،ويتناقش الجميع ،ويتم الاحتكام إلى أدبيات صريحة وجامعة،لنخلص في النهاية إلى نتيجة ،يكون الاختيار فيها للأفضل، وللأجدر، وللأقدر على القيام بالمهمة المحددة، لغاية محددة،كان رجلا،أو كان امرأة ، كانوا كلهم رجالا،أو كانوا كلهم نساء،أو غلب هدا على داك،أو داك على هدا.الأهم، ولا أقول المهم ،هو أننا نختار ،ونشعر،ونعيش أننا نختار، ونختار جميعنا من نرى أنه الأحق والأجدر.الأهم أننا نختار،ونعرف جيدا لمادا نختار، ونؤمن حقا بالأسلوب و بالشروط وبالمنهج الذي نحدد بواسطته اختيارنا. هدا هو عمق الإيمان بالمساواة، والباقي مجرد تفاصيل وحواشي على هامش الموضوع ، حواشي تجعلنا نتيه، ونضيع الكثير من الوقت والجهد من أجل أن نقول كلمة مكرورة وباهتة ، ضعوا النساء أيضا في المقدمة، واجعلوا لهن نصيبا . ليست هده هي المساواة في عمقها ، الرجال والنساء كلهم واحد ، بما هم بشر، وكلهم جدير ، وقدير، والاختيار الحر والشفاف وفق شروط مضبوطة وواضحة، متفق عليها، متداول حولها، هو من يحدد، من يكون، ومن لا يكون، ولمادا يكون، ولمادا لا يكون. أما أن تنطلق العملية، ثم تنتهي ، لنعود فنقول ، آه لقد نسينا شيئا مهما ، نسينا المرأة . لا يبدو هدا المنطق سليما، ولايمكن أن يكون علاجه بالعودة فيه، ونقضه، بل بالعودة إلى مراجعة المنهج، والشروط،، والأسلوب الذي يجعلنا نختار هدا، ولا نختار داك ، ونفكر في هدا بنسبة كدا ، ونفكر في الآخر بنسبة كدا. من هنا يحسن أن ننطلق ، ادا أردنا مناقشة عميقة ، و مجدية لموضوع ، يتم استهلاكه بمنطق رتيب ، يفتقر إلى التجديد. ادا أردنا تركيز المعنى ، فان إشكالية المرأة في علاقتها بالمسؤولية ، مسؤولية ما ، يحسن تناولها و معالجتها ، بالتركيز على نقطتين أساسيتين ، الأولى وترتبط بالرؤية إلى المرأة ،وكيف يتمثلها كل واحد منا ،كان فردا أو هيئة ،الثانية وتتعلق بمنسوب الديمقراطية، ودرجتها وحدودها عندنا. فلا معنى ادن لأن يقدم السيد رئيس الحكومة اعتذارا أو مايشبهه ، مادام حزبه قد انطلق من رؤية معينة ، ومن منهج معين ،متداول حوله ، لتحديد اختياره لوزراء حكومته ، كانوا رجالا أونساء، أو هما معا. كان الأفضل ، و الأفيد للديمقراطية أن يعرب كل حزب عن رؤيته، وعن منهجه الذي سلكه لاختيار المرأة، أو عدم اختيارها ، وحول هده الرؤية يتم النقاش ، وحول هدا المنهج يكون التداول . هكذا يكون للكلام معنى، ويأخذ النقاش والتنافس مجراهما الصحيح.