كثيرة هي الشهادات في حق بلدنا المغرب، يصعب حصرها مجتمعة. لا ندعي أننا حققنا كل ما نطمح إليه، وبلغنا سدرة المنتهى. فالطريق أمامنا لا تزال طويلة، ولكن الأهم أننا على الدرب، ومن سار على الدرب وصل. فلنا كل المؤهلات لأن نكون أحسن. تعضدها شهادات عربية، بانبهار تشيد بالتجربة التنموية المغربية، وتدعو حكوماتها لاقتفاء أثرها. فقد أضحت مدرسة تحتذى. نعرج على بعضها على سبيل التمثيل من الشقيقة الجزائر ومن تونس ومصر. على عكس ما يروجه عسكر الجزائر عبر بعض قنوات صرفهم الصحي، فهذا أحد أحرر الجزائر، استهل إشادته بالتأكيد على أنه جزائري وجواز سفره جزائري و أن المغرب لا يحتاج لغيره يدافع عنه. فما يشهده من تنمية لا يسعنا إلا أن ندعو للاستفادة منها، وتدعونا للتساؤل عن الفرق بيننا وبين المغرب و نحن نصنف ضمن الدول البترولية ومن أكبرها إنتاجا للغاز. وبمرارة يتساءل عن إمكانية مقارنة الجزائر العاصمة بالرباط أو بالدار البيضاء أو بطنجة. و يضيف الخطوط الملكية المغربية هي من أقوى الشركات في العالم. فماذا عن طيراننا الجزائري؟ إنه دون مستوى طيران السودان والصومال هكذا باللفظ يقول. و يزيد لنرى مطاراتنا لا يتجاوز عدد المسافرين بها أربع مائة معظمهم جزائريين، أما مطارات المغرب فهي تعج بالآلاف من جنسيات مختلفة. تزور مطار محمد الخامس مثلا تجد كل أنواع الطائرات التابعة لكل دول العالم. المغرب يستقبل 12 مليون سائح مغربي في السنة. أما نحن الجزائريين في أحسن الأحوال لا يتجاوز عدد الوافدين مليون ونصف، بما فيهم المهاجرين الجزائريين. المغرب يصنع مليون سيارة في السنة، بصنع محلي 65% ، فكم سيارة تصنع الجزائر؟ من عام بيقوس، هكذا يقول، صنعت 67 ألف سيارة بنسبة 2% محليا، ومما يدعو للسخرية أكثر المغرب أصبح مصدرا للسيارات مقارنة بالجزائر. أما صناعة المحركات فالمغرب استطاع في وقت وجيز أن ينضم إلى نادي 13 دولة صناع المحركات في العالم. فالمغرب اليوم يصدر 20 مليار دولار. يكاد يجن جنونهم كيف يحقق المغرب كل هذا التقدم بدون غاز و بترول. في حين الجزائر لا تتجاوز مصنوعاتها ترابها. وبسخرية يعقد مقارنة تتعلق بالقدر المالي المسموح إخراجه من الجزائر والذي لا يتجاوز 100 أورو في السنة، في حين المواطن المغربي والتونسي من حقه أن يخرج 4000 أورو. يتساءل هل يعقل بلد بترولي ليس من حقه أن يخرج ما لا يكفيه حتى بين سيارة الأجرة إلى المطار والفندق والغذاء. قوة الدول في عملتها، بمرارة يقول الطبيب في الجزائر لا تتجاوز قيمة ما يتقاضاه في الشهر قيمة ما يحصل عليه النادل في المغرب براتب 3 آلاف درهما في الشهر. يضيف قائلا، الصينيون يبنون الفنادق في الجزائر وفي طنجة يبنون مدينة تكنولوجية. وختم بالقول لا داعي لأن تخفوا الشمس بالغربال، فالقيام بجولة خفيفة بأسواق المغرب تعرف الفرق. كل المواد متوفرة بوفرة، و المغرب رائد في مجال تصدير المواد الفلاحية، يصدر 10 مليون طن من القمح في حين الجزائر لم تستطع أن توفر حتى البطاطا والحليب للمواطنين. فهي تستورد كل شيء. القمح نستورد 7 مليون طن، ونستورد البيض من اسبانيا والثوم من الصين والبرتقال من المغرب واسبانيا، ويزيد قائلا ولن نتحدث عن تصدير المغرب للأدوية لإفريقيا واستئثاره بتصدير الإسمنت. المغرب أطلق قمرين اصطناعيين محمد السادس 1 و محمد السادس 2، دون أن نتحدث عن القطار فائق السرعة، أو عن قطاع الرياضة، فالجزائر لما تريد التحضير للمواسم الرياضية لا تجد بدا من التوجه إلى المغرب أو تونس لأنه ليس لدينا ملاعب بمواصفات عالمية مثل ما لدى جيراننا. كثيرة هي شهادات إخواننا الجزائريين. تحدث آخر عن ميناء طنجة المتوسطي الأول في افريقيا. و تناولت سيدة جزائرية موضوع الجالية الجزائرية، فقالت إنها تبلغ بفرنسا خمسة ملايين مهاجر لكن بدون استراتيجية. تقول المغاربة أقل عددا منهم لكنهم يشكلون لوبيا قويا يستأثرون ب 40% من المساجد يسأثرون بتسييرها والتحكم فيها. وبمرارة تضيف رغم عددنا الكبير بفرنسا ليس هناك بنكا واحدة يمكن اللجوء إليها لوضع أموالنا أو إجراء عمليات بنكية عادية، فنضطر إلى اللجوء