يسود غضب عارم بين الجماهير الجزائرية، في أعقاب اختيار اللاعب "لطفي ماجر"، ابن الأسطورة "رابح ماجر"، حمل ألوان المنتخب القطري (الأولمبي) لكرة القدم، الأمر الذي أعاد نقاش عدم رغبة عدد من المواهب الجزائرية المغتربة في تمثيل بلادهم، سيما بعد المشاكل العديدة والفضائح الكثيرة التي تفجرت خلال الفترة الأخيرة، والتي كانت سببا أساسيا في سيل الإخفاقات المتتالية التي تجرعتها منتخبات الجارة الشرقية. من جانبه، لم يخف ابن "ماجر" حسرته وغضبه الكبير، بعد أن تعرض والده على حد قوله للإهانة من قبل مسؤولي وجماهير بلده الجزائر، التي لم تراعي حجم الخدمات والتضحيات الجليلة التي قدمها على امتداد سنوات من البذل والعطاء، سواء كلاعب أو حتى كمدرب للمنتخب الوطني. وأمام الاحتجاجات الكبيرة للجماهير الجزائرية، اضطر "رابح ماجر" إلى الخروج عن صمته من أجل الدفاع عن اختيار ابنه "لطفي" البالغ من العمر 22 سنة، الذي قرر المشاركة رفقة المنتخب القطري الأولمبي في بطولة كأس آسيا لأقل من 23 عامًا، المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية المرتقبة الصيف المقبل في باريس، عوض اللعب للمنتخب الجزائري. في ذات السياق، أكد "ماجر" عبر تصريح خص به موقع "فوت أفريك" أنه قرر بمعية أسرته قبل سنوات طوال، الاستقرار في قطر، مشيرا إلى أن عمر ابنه "لطفي" آنذاك لم يكن يتجاوز 8 أشهر فقط، وبها نشأ ودرس وبدأ يلعب كرة القدم رفقة نادي "الدحيل" الذي يلعب له حاليا. وتابع "ماجر" حديثه قائلا: "ابني تلقى تعليمه في قطر، من المرحلة الابتدائية إلى الجامعة، وتم اختياره للانضمام إلى أكاديمية أسباير التي تجمع المواهب الشابة الواعدة في قطر"، وشدد أسطورة كرة القدم الجزائرية على أن ابنه لم توجه له الدعوة من قبل لتمثيل منتخب بلاده الأم، حيث قال في هذا الصدد: "لطفي سيظل دائمًا جزائريًا تمامًا ولا يحق لأحد أن يعطي دروسًا في الوطنية لجزائري آخر"، مشيرا إلى أن ابنه كما باقي أفراد عائلته بأكملها سيظلون جزائريين يحبون وطنهم مثل كل الجزائريين". كما أكد "ماجر" أيضا: "لا أحد يستطيع أن يعلّم عائلة ماجر ما هي الوطنية، سواء لأولادي أو لي أو لأي فرد من أفراد عائلتي"، وتابع قائلا: "كنت أتمنى أن أراه يلعب لصالح الجزائر، وإلا ما طلبت من الاتحاد الجزائري لكرة القدم استدعاؤه قبل فوات الأوان"، قبل أن يؤكد أن: "عدم لعب نجله لمنتخب الجزائر ليس خطؤه". في ذات الصدد، أوضح أسطورة كرة القدم الجزائرية: "لطفي وافق على الانضمام إلى المنتخب الجزائري سابقًا، وليس خطؤه إذا لم يلعب اليوم مع الخضر"، مشيرا إلى أن: "المسألة ليست مسألة أولويات، بل هي مسألة فرص، وقد حصل عليها لطفي في قطر، فهل هو خطأ منه؟ من الواضح أنه لا" وفق تعبيره.
