حول عشرات من المحامين المنتسب أغلبهم لحزب الأصالة والمعاصرة بطنجة، فضاء كل من المحكمتين الابتدائية والاستئنافية، بداية الأسبوع الجاري، إلى مسرح لوقفة احتجاجية، تنديدا بقرار لوكيل الملك بشأن حادثة اعتداء تعرض له أحد زملائهم، وهو الحادث الذي تقول هيئة المحامين في المدينة بأنه يمثل حلقة من مسلسل اعتداءات تطال أصحاب البذلة السوداء. وعلق جميع منتسبي مهنة المحاماة في طنجة، مختلف أنشطتهم على مدى ساعتين، وفق ما قررته سابقا هيئة المحامين بطنجة، التي قامت كذلك بتعبئة جميع المنتمين إليها في هذه الوقفة الاحتجاجية التي اتخذت طابعا « إنذاريا »، وفق التوصيف الذي اعتمدته الهيئة في بلاغ سابق لها. ورفع المحتجون، خلال هذه الوقفة شعارات لم تذهب بعيدا عن مضمون البلاغ الذي أصدرته هيئة المحامين بشان ما أسمته « تفاقم الاعتداءات التي تمس بهيئة الدفاع وحصانته، وتشكل انحرافا خطيرا في تطبيق القانون ». وتوضح هيئة المحامين بطنجة، مبعث غضب المهنيين، إلى « تعرض زملاء العمل في المحاماة قد تعرضوا لشتى أنواع الاعتداء اللفظي والجسدي، كما هو الحال مع زميل من قيدوم المحامين، الذي نتج عنه عجز معزز بشهادة طبية واعتراف الفاعلين، قرر بصدده وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية متابعتهم في حالة سراح ». وبعد أن نددت الهيئة ب »جميع أشكال الاعتداءات التي يتعرض لها زملائهم في المهنة » أكدت على أن النقيب والمجلس لن يدخروا جهدا في التصدي لها ومؤازرة ضحاياها إلى حين تحقيق العدل. » ووفقا لنفس المصدر، فإن النقيب قد قام « في أكثر من مناسبة إلى تفاقم هذه الظاهرة وأثرها السلبي على شرف المهنة ومكانة منتسبيها داخل المجتمع. ». من جهته، نفى القيادي بحزب الاصالة والمعاصرة بطنجة، أحمد الإدريسي، أن يكون الاحتجاج الذي نظمته هيئة المحامين احتجاجا على تزايد الاعتداءات على أصحاب البذلة السوداء، أن يكون ورائه حزب الاصالة والمعاصرة باعتبار نقيب المحامين السيد الطاهري أحد قيادي الحزب. وأوضح الادريسي أن الحزب وقيادييه يتخذون موقفا محايدا في هكذا حالات، خصوصا وأن الملف موضوع هذه الوقفة الانذارية، يتعلق بخلاف بين محامي ومواطن، يدعي كل واحد منهما تعرضه للاعتداء على يد الآخر، وأن القضية الآن بين يدي القضاء، وهو صاحب كلمة الفصل فيه. القيادي في حزب الاصالة والمعاصرة، الطاهر نقيب هيئة المحامين بطنجة، كان قد دعا لوقفة انذارية والتوقف عن العمل لمدة ساعتين احتجاجا حسب بلاغ للهيئة- على قرار لوكيل الملك بمتابعة أشخاص متهمين بالاعتداء على أحد المحامين في حالة سراح. واعتبر المحامون المحتجون بطنجة، أن اعتداءات طالت بمحامين ومحاميات، شكلت مسا بهيئة الدفاع وحصانته، وشكلت أيضا انحرافا خطيرا في تطبيق القانون، كما عبروا عن عزمهم على مواصلة الاحتجاج إلى حين تحقيق مطالبهم. وفي سياق الاحتجاج، أكد أحمد الادريسي، أن دور النقيب الطاهري في هذه الاحتجاجات يبقى موقفا شخصيا، ولا علاقة له من قريب أو بعيد بوقف حزب الأصالة والمعاصرة المحسوب عليه. وتجدر الإشارة إلى أن هاته الإحتجاجات تأتي بعد أيام من تأسيس هيئة محاميي حزب التجمع الوطني للأحرار والذي استطاع استقطاب عدد من أصحاب البذلة السوداء بعروس الشمال.