في نفس الوقت الذي تكتظ فيه الشوارع والأزقة في مختلف المدن الجزائرية بالمسيرات والاعتصامات حيث تطالب الجماهير الشعبية هناك برحيل النظام وبطرد الوجوه الفاسدة، وجد رمطان لعمامرة نائب الوزير الأول ووزير الخارجية الذي جيء به كقطعة غيار لتمكين النظام من تجاوز الأزمة الخانقة التي تقبض بأنفاسه، الوقت والإمكانيات للسفر إلى عاصمة جنوب إفريقيا على رأس وفد جزائري رفيع المستوى، وطبعا لعمامرة لم يسافر هذه المرة إلى الخارج لتحريض عواصم غربية ضد الحراك الشعبي في الجزائر كما فعل قبل أسبوع، بل سافر للمشاركة في اجتماع لبعض الدول الإفريقية لمناصرة انفصاليي جبهة البوليساريو، والأدهى من ذلك أن العريس المحتفى به في هذا اللقاء، ويتعلق الأمر بقيادة جبهة البوليساريو الإنفصالية زف إلى عاصمة جنوب إفريقيا على متن الطائرة الخاصة بالرئيس الجزائري التي وضعها حكام الجزائر رهن إشارة الانفصاليين لهذا الغرض. وطبعا انتهز رئيس جبهة البوليساريو الإنفصالية الفرصة، وأرفق معه في هذه الزفة جيشا عرمرما من الأصدقاء والخلان وبني العشيرة والقبيلة، والأكثر من ذلك فإن جميع تكاليف سفر وفد الجبهة الإنفصالية من إقامة ومصروف الجيب وسياحة اقتطع هذه المرة أيضا من ميزانية الشعب الجزائري، حيث إن المواطن الحزائري الذي يواجه تحديات كبيرة في العيش دفعت به للخروج إلى الشارع للمطالبة برحيل نظام فاسد، هو الذي يدفع من جيبه سفريات أشخاص غير جزائريين يوظفهم نظامهم السياسي في إطار تصريف حسابات سياسية ضيقة ضد الشعب المغربي.
مع كل ذلك فإن نفس المسؤولين بالجزائر يرددون في كل مرة بأنهم لا علاقة لهم بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وأن هذا النزاع هو بين المغرب وجبهة البوليساريو الإنفصالية، والغريب أن خدودهم لا تحمر و هم يرددون مثل هذا الكلام، وفي نفس الوقت يقدمون الدعم المالي السخي لتمويل حدث يروج للإنفصال في المغرب، بيد أن الشعب يحتج في الشارع العام على تجويعه وعلى سيادة مظاهر وأشكال الفساد المالي العام في البلاد.
لا نملك ما نعلق به على هذا السلوك إلا أن ندعو للشعب الجزائري الشقيق بالتواب لصبره الطويل على مسؤولين سيئين جدا. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: