حرية اللباس مقدرة ومحترمة، فالأمر يتعلق بحق من حقوق الإنسان في التصرف في ذاته وفي الشكل الذي يريد أن يظهر به في المجتمع، وإن كانت هذه الحرية مضبوطة بمعايير المجتمع نفسه، إذ لا يعقل التجول مثلا عاريا في الشارع العام بدعوى أو بمبرر حرية اللباس. من هذا المنطلق، لا نناقش مساعد الناخب الوطني السيد مصطفى حجي في حقه في أن يرتدي ما يراه مناسبا ومقنعا له من غرائب اللباس حينما يكون بصدد ممارسة حياته الخاصة، لكن الذي يتيح لنا حق هذا النقاش هو أن مصطفى حجي ارتدى لباسا، أقل ما يقال عنه، إنه غريب في محفل دولي كان يمثل فيه الشعب المغربي، وبالتالي فإنه من المفروض أن يستحضر السيد حجي هذا المعطى في مثل هذه المناسبات، حين يختار الهندام الذي يحضر به الفعالية الدولية.
لذلك من حقنا أن نعبر عن استغرابنا واندهاشنا من اللباس الغريب جدا الذي حضر به حجي حفل إجراء قرعة نهائيات كأس أمم إفريقيا بالقاهرة، خصوصا وأنه لم يكن بصدد ممارسة حياته الخاصة، بل كان في مهمة رسمية ممثلا للشعب وممولة من المال العام المحصل من الضرائب ومن عائدات الثروة العامة المملوكة للشعب المغربي، وبالتالي لم يكن لمصطفى حجي الحق في أن يظهر بذلك الهندام الغريب وغير المشرف تماما للمغاربة، لأنه لباس وشكل لا يمتان بصلة إلى الشخصية المغربية.
ما اقترفه حجي يسائل مسؤولي جامعة كرة القدم بحكم الوصاية والتمويل، ونتمنى ألا يتكرر ما حدث.