جلالة الملك محمد السادس رفقة ولي العهد سمو الأمير مولاي الحسن أثناء ترأسه حفل إطلاق برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024) الافتتاحية.. مؤسسة ملكية قائدة للأوراش الإصلاحية بنفس استباقي وبرؤية استراتيجية رائدة يواصل جلالة الملك محمد السادس نصره الله قيادة ركب المسيرة التنموية الواعدة لبلادنا، بالإقدام على مبادرات كبيرة تأخذ منحى الثورة الإصلاحية الهيكلية العميقة، وهو المسار الذي تميزت به القيادة الرشيدة للمؤسسة الملكية والتي تؤكد الأدوار الطلائعية التي تقوم بها المؤسسة الملكية في مرحلة صعبة، تواجه فيها بلادنا تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية، لا يمكن التقليل من المخاطر الكبرى التي تلازمها. عناوين كثيرة و كبيرة تصلح لتمييز هذه المرحلة الهامة في مسار الإصلاحات الكبرى، فقد انتبه جلالته في إطار رؤية استشرافية للأهمية البالغة التي تكتسيها قضية الماء، و بادر جلالته إلى فتح هذا الورش الكبير ، فالماء بصدد التحول إلى قضية ترهن، ليس التنمية فقط، ولكن مستقبل الشعوب برمتها، فحصل أن وضع جلالته هذه القضية في طليعة الاهتمام والانشغال، من خلال دعوة الحكومة إلى الانخراط الكامل في مواجهة هذا التحدي، وانتقل بعد ذلك إلى العمل الفعلي بوتيرة أسرع، بأن رسم جلالته مسار عملية واضح نراه اليوم ينتقل إلى المجالات المحلية والجهوية، وتبلور في ضوء ذلك تصور واضح ببرنامج عمل دقيق وفعال تم الشروع في تنزيله فعلا. موازاة مع ذلك وضع جلالته نصره الله اليد على مواقع المعالجة، فيما يتعلق بمواجهة إحدى أكثر الإشكاليات تعقيدا فيما يخص السياسة العمومية المتعلقة بالتشغيل، ودشن جلالته عهدا جديدا يفسح المجال لأجيال جديدة من مقاربات المعالجة، وهكذا تم تعبيد الطريق السالك لضمان تمويل فعال وواقعي للمقاولات الصغرى والمتوسطة، ويمكن القول بأن انخراط البنوك في مواجهة هذا التحدي يمثل ثورة حقيقية على هذا المستوى، وها نحن نعاين اليوم تسابق المؤسسات البنكية في إطار منهجية تنافسية حقيقية و شفافة في سبيل تيسير تمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة. وفي نفس المسار الإصلاحي البنيوي العميق جاءت المبادرات الملكية الكبرى المتعلقة بتأهيل الجهات و الأقاليم، وما عايناه فيما يخص النهوض بالمجالات الترابية في مختلف مناطق المغرب يمثل تحولًا هامًا في مسار استدراك التفاوتات المجالية الكبيرة بين الجهات والمناطق، تجلى ذلك في الجهود التنموية الكبيرة التي بدأت في التجلي في العديد من الجهات، كان أهمها ما حظيت به أقاليمنا الجنوبية ببرنامج تنموي متكامل غير مسبوق، وكانت آخر مبادرة في هذا الصدد ما أثمرته الزيارة الملكية الميمونة الأخيرة لأكادير، التي أعيد لها الاعتبار بالمشاريع المهيكلة الضخمة، التي أشرف عليها جلالته بحرص شخصي. ولسنا في حاجة إلى التذكير بأوراش التنمية الكبرى التي أشرف عليها جلالته، خصوصًا ما يتعلق بالثروة الطاقية النظيفة، التي أعطت لبلادنا الريادة على المستوى العالمي، وما يهم التنمية البشرية التي تضع الإنسان في صلب اهتمام السياسات العمومية، ونخص بالذكر قضية السجل الاجتماعي الذي ينتظر المغاربة من الحكومة إخراجه إلى حيز الوجود ، وما يخص تجسيد الاهتمام العميق والمسؤول بالنموذج التنموي الجديد الذي شكل له جلالته لجنة من الخبراء و المختصين يعول عليها المغاربة كثيرا في طرح نموذج تنموي جديد يستجيب للحاجيات والانتظارات في هذا الشأن يقطع مع نموذج انتهت صلاحيته، ويفسح المجال للأمل في المستقبل. إنه خيار استراتيجي يكرس القطع مع التردد والارتباك ويرسم معالم مستقبل جديد وواعد. لذلك، من حق المغاربة قاطبة الاعتزاز بالأدوار الطلائعية لمؤسسة ملكية رائدة في الإصلاح، واثقة من مسار إصلاحي يتميز بالنفس الطويل والعميق. لذلك كله وغيره كثير فإن المغاربة يعتزون بهذه المؤسسة التي يقودها جلالة الملك بنفس استباقي وبرؤية استراتيجية. ويبقى الرهان الأهم في أن تتمكن الجهود المرافقة من ضمان التنزيل السليم والسريع لهذه الإرادة، ولكل هذه الجهود على أرض الواقع.