مازال العنف ضد النساء يحصد المزيد من الضحايا ويشكل صدمة للمجتمع ووجعا في القلب، ونحن نعيش ونحاول الاستئناس بالحجر الصحي الذي انخرطت فيه دول عديدة منها المغرب لتطويق جائحة كوفيد 19 التي باغتت البشر، انبثقت اخبار سوداء اخرى غير اخبار الموت بسبب كورونا وتفشي العدوى. منظمة المرأة الاستقلالية تنخرط ضمن التعبئة العالمية لمواجهة العنف المنزلي خلال فترة الحجر الصحي تحت شعار "نبقاو متضامنين"
الأخبار الموجعة تتعلق بسقوط مغربيات خلال الحجر الصحي ومفارقتهن الحياة.. في الدارالبيضاء سقطت شابة ورضيعتها البالغة ثلاثة اشهر فقط تعرضتا للموت شنقا على يد زوج شكاك، وفي احدى مدن فرنسا قتلت سلمى طالبة هندسة عشرينية بطعنات غدر من قاتل استغل الحجر الصحي لينفرد بالضحية، تاركة اسرة مسلوبة الروح كما قالت الام مذهولة هي والاب الذي راهن على صبيته لتعانق حلم الدراسة في الخارج هي المتفوقة والمحبة للحياة والتحديات..قتلها وقتل الحلم.. وبعد انجاز الحوار مع سيدة مناضلة صلبة الارادة كالحجر ولينة القلب كطفلة تنتفض بعفوية ودون تزويق للكلام، علمنا من مناضلة استقلالية سقوط ضحية اخرى بمدينة فرانكفورت الالمانية غابت قبل ايام او لنقل قبل ساعات، قتلت شروق على يد الزوج مخلفة رضيعا عانق امه ستة اشهر وهي في سن 27 سنة فقط ..كثيرات هن الضحايا منهن من يتوجهن في صمت وخوف للمستشفيات يخرجن للشارع وحيدات او مصحوبات باطفالهن في حال مريعة دون اهتمام بالحجر الصحي أو ما يعنيه فرارا من معتدي هو أسوأ من الوباء الذي اخمد الحياة في الشوارع وفي العواصم العالمية، والمعتدي حسب التقارير غالبا ما يكون الزوج، ولان الظاهرة عالمية وباتت مقلقة وجه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس دعوة للحكومات لحماية النساء والفتيات من العنف الاسري بعد كشف تقارير عن تزايد حالات العنف المنزلي خلال فترة الحجر الصحي، على خلفية تفشي وباء فيروس كورونا.. غوتريبس أشار الى أن "العنف لا يقتصر على ساحات المعارك" "بالنسبة للعديد من النساء والفتيات، فإن أكثر مكان يلوح فيه خطر العنف هو المكان الذي يُفترض به أن يكون واحة الأمان لهن. انه المنزل ولذا فإنّني يقول غوتريس في كلمته المؤثرة أوجه نداءا جديدا اليوم من أجل السلام في المنازل في جميع أنحاء العالم". وابرز الامين العام للأمم المتحدة مخاطبا أمما باتت مغلقة ومنكفئة على نفسها غالقة الحدود والمنافذ والشوارع والمؤسسات "على مدى الأسابيع الماضية، ومع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وتنامي المخاوف، شهدنا طفرة عالميّة مروّعة في العنف المنزلي"داعيا جميع الحكومات الى "جعل منع العنف ضدّ المرأة وجبر الضرر الواقع من جراء هذا العنف، جزءا رئيسيا من خططها الوطنية للتصدي لكوفيد-19′′، كما دعا النظم القضائية إلى مواصلة "مقاضاة المعتدين"، مطالبا بشكل خاص ب"إنشاء أنظمة إنذار طارئة في الصيدليات ومحلات البقالة" لانها الأماكن الوحيدة التي لا تزال مفتوحة في بلدان كثيرة مشددا على ضرورة "تهيئة سبل آمنة للنساء لالتماس الدعم، دون أن يتنبه المعتدون".
بدورها عمدت منظمة المرأة الاستقلالية الى الانخراط في مكافحة العنف الاسري خلال فترة الحجر الصحي مطلقة هاشتاغ "نبقاو متضامنين" ولان العنف قد يسلب الحياة كما فعل بسلمى وشروق والام الصغيرة في الدارالبيضاء هي وصغيرتها التي قتلت في سن ثلاثة أشهر فقط على يد الاب الذي ملأ رأسه الشك المقيت، تطوعت 11 محامية استقلالية جميعهن عضوات داخل منظمة المراة الاستقلالية احد اذرع حزب الاستقلال المدافعة عن حقوق المغربيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وقبل كل هذه الحقوق تدافع عن كرامة النساء وحقهن في العيش الكريم اينما كن داخل خريطة الوطن، كتيبة المحاميات الاستقلاليات تطوعن لتقديم الاستشارة القانونية عن بعد عبر الهاتف للنساء ضحايا العنف المنزلي، ودعمهن من خلال تقديم التوجيه الضروري وما عليهن فعله في حال تعرضهن للعنف او الاعتداء وكذلك لعب دور الوساطة ان كان الحوار ممكنا مع الطرف الاخر.. مع الحرص على تثبيت أسس البيوت العامرة.. في الحوار معها تأسفت خديجة الزومي رئيسة منظمة المراة الاستقلالية على توغل الظاهرة في المجتمع المغربي مؤكدة ان قرابة سبعة ملايين مغربية تعرضن لاحد انواع للعنف خلال سنة واحدة، وتزايد مستوى هذا العنف خلال الحجر الصحي واعتبرت الزومي المتمرسة على النضال والدفاع عن النساء في مقرات العمل وفي البيوت وفي خرائط تواجدهن منادية بتمكين النساء من التعليم ومن العمل ومن التواجد السياسي وقبل كل هذه الحقوق الحق في الحياة وفي العيش الكريم ، معتبرة ان العنف لا مبرر له خاصة في بيت الزوجية الذي من المفروض ان يكونا سكنا مهيبا آمنا، وعند الاختلاف الشديد الاحتكام الى الاية الكريمة "وعاشروهن بمعروف أو سرحوهن بإحسان"، "منبهة الى الاضطرابات التي بات يعرفها المجتمع المغربي في علاقاته الانسانية وتمكن القلق والعنف من العديد من فئات المجتمع وهو ما ولد ظواهر اخرى مثل ظاهرة الانتحار التي اضحت كذلك مقلقة تقول رئيسة منظمة المراة الاستقلالية حيث باتت الضحايا بالمئات واغلبهن نساء لنتابع الحوار مع خديجة الزومي مهندسة مسار جديد انخرطت فيه المنظمة ووظفت كفاءات مناضلاتها في الميدان، داخل المدن والقرى عبر شبكة فروع قوية ليحدثن التغيير من خلال رفع وعي النساء ومساعدتهن على كسب العيش وتطوير المهارات والبوح وعدم الاستكانة لعيشة الذل او الفقر أو العنف، وفي ظل كوفيد 19 ومن خلال موقعها الرسمي انخرطت المنظمة في عملية التحسيس بمواجهة العنف ضد النساء وحظي شريط فيديو حول العنف ضد النساء منشور على صفحتها الرسمية على الفايسبوك بمشاهدة عالية تجاوزت 70 الف مشاهدة، ينبه لخطورة الظاهرة ومن خلاله عممت لائحة ارقام المحاميات الاستقلاليات، كما خصت المنظمة في اطار مساعدة النساء المغربيات على ملء الوقت بما يفيد صحتهن النفسية والجسدية حصصا للرياضة المنزلية عن بعد تحت عنوان "التمارين الرياضية وكيفية استغلال الوقت" وذلك ضمن حلقات مباشرة مع آلاف المتتبعات من تأطير سلمى بناني رئيسة الجمعية الملكية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية وغيرها من الرياضات، وخروج مناضلات لتوزيع المؤونة الغدائية على اسر محتاجة وكذا تقاسم محاضرات عن بعد حول مجموعة من التيمات وعلى راسها تيمة التضامن لنتابع..