ولتحليل الظاهرة اجتماعيا اتصلنا بخديجة اميتي أستاذة باحثة في علم الاجتماع والتي أكدت في تصريح للعلم ان النقاب هو مظهر للتطرف والتميز ، وان المرأة تشكل رهانا سياسيا وأصوليا، ومن خلالها يظهر مدى تأثيرهم في المجتمع، وظاهرة النقاب لم تكن في المغرب فاللباس التقليدي الذي ترتديه المرأة هو" الجلابة باللثام" الذي كان يظهر جزءا من الوجه وكانت المرأة تضعه انطلاقا من كونه لباسا عاما وليس استثناء، ولا ترتديه لتثبت أنها تنتمي إلى فئة معينة ، ولكنها وجدت نفسها في أسرة وفي مجتمع وفي ثقافة هذا لباسها، ومع حصول المغرب على الاستقلال من جملة المطالب النسائية العصرية تعرية الوجه، وتم بالتدريج إزالة اللثام الذي يجعل المرأة مختفية ومسيجة ، وكانت تعرية الوجه من مؤشرات التطور وأصبح اللباس عمليا ويساعد على الحركة ، ومع ظهور الأصولية الإسلامية في شقها المتطرف كان من جملة النتائج التي افرزها علامات وكان يعبر عن نفسه من خلال هذه العلامات او الرموز فمثلما كان اللباس العصري علامة ورمز للتطور، فان من أهم رموز الأصولية الإسلامية المتطرفة بالنسبة للرجال إطلاق اللحى وإعفاء الشارب ورفض البنطلون الغربي، وارتداء اللباس الأفغاني وبالنسبة للنساء النقاب أي الانتماء الى هوية إسلامية بشكل عام والانسلاخ عن اللباس الوطني ، لذلك فنحن أمام تيار مستورد من آسيا ومن شعب لا ينتمي حتى إلى الجزيرة العربية منشأ الإسلام، والنساء لم يقفن عند الحجاب بل لبسن النقاب وهو مظهر للتطرف والتميز، والمرأة تشكل رهانا سياسيا وأصوليا ومن خلالها يظهر مدى تأثيرهم في المجتمع، لذا فالنقاب جاء انطلاقا من فكر معين ويعلن عن انتماء ثقافي وإيديولوجي وسياسيي معين وسوسيولوجيا موجة النقاب هي مرتبطة بالثقافة وبالهوية كما هو الشأن بالنسبة للعصرنة، ونفسيا يعبر عن التميز أنا أحسن منكم ولا اكشف نفسي انظر إلى العالم والعالم لا ينظر إلي.. وتضيف الباحثة الاجتماعية خديجة اميتي أن الرجل في هذه الثقافة، ينظر إلى المرأة من منطلق إنها عورة، والعورة يجب أن تستر وتختفي وهنا يختلط السياسي مع الإيديولوجي والثقافي ، وفي سؤال عن مدى تأثير النقاب على السلوك الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية أجابت ان العلاقات مع النقاب تصبح ضيقة جدا لان التواصل يبدأ بالنظر و بالكلام وهذا مغيب مع النقاب ، مضيفة إلى أن النقاب قد يستغل للقيام ببعض الجنح .... *ملحوظة خلال تسوقنا هذه الأيام من احد المتاجر في الرباط كان معرض صيني يعرض منتوجات صينية ومنها لوحات تحمل سورا قرءانية بالخط العربي ..التفت إلى صديقتي وقلت لها "الشينوا لم يتركوا شيئا إلا وصنعوه ، هنا سمعني احد الباعة المغاربة فبادرني بالقول انه مسلم واسمه حسن ..أعدت النظر إلى الأخ الصيني المسلم وشعرت بالطمأنينة تجاهه وحتى الفخر ولم يكن حسن يطلق لحية ولا يعتمر عمامة، وقد جاء من الصين ليعرض تجارته في أقصى بلاد المغرب وهذا ما حثنا عليه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام .. و السؤال لماذا النموذج الأفغاني وليس الصيني..؟