أصابت شظايا القنبلة التي فجرتها حكومة عبد الإله بنكران في وجه المقاولات الصغرى و المتوسطة و التي تتعلق بتجميد السيولة كإحدى المعاملات المالية الرابطة بين المؤسسات العمومية و الشركات التي تعمل بالمناولة في هذه المؤسسات قطاع الأمن المدرسي الخاص بالجهة الشرقية بشكل عام و إقليمجرادة بشكل خاص. و من بين نتائج هذه الإصابة خروج عدد من عمال الأمن المدرسي و عاملات النظافة لإحدى مقاولات المناولة و المنضوون تحت لواء الإتحاد العام للشغالين بكل من جرادة و عين بني مطهر مدعومين بعدد من القطاعات من نفس النقابة بالمدينين بعد ظهر الأربعاء 19 فبراير الجاري في مسيرة احتجاجية انطلقت من مقر ذات التنظيم النقابي و كانت متجهة نحو أكاديمية وزارة التربية الوطنية بالجهة الشرقية حاملين الأعلام الوطنية، صور صاحب الجلالة و بعض المواد الأساسية كالخبز و بعض الخضر احتجاجا على عدم توصلهم بأجورهم الشهرية فما بالك بباقي المستحقات... لكن لم يقتصر ضرر هذا القرار الذي لم تتجرأ كل الحكومات المغربية السابقة إقراره، على العمال بل حتى على المقاولات الصغرى التي أصبح أصحابها مهددون بالإفلاس و العقوبات الحبسية في حالة عدم الوفاء بالأداء و خاصة عندما يتعلق الأمر بالشيكات علما أن البعض مدين لمؤسسات عمومية بمئات الملايين حسب تصريح أحد المقاولين بل يجدون صعوبات في تسوية وضعياتهم مع عدد من المصالح كالضرائب و الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و شركات التأمين... و إذا كانت هذه الإجراءات " القمعية " من الناحية المالية التي أقدمت عليها حكومة بنكران التي أريد بها ما أريد فإنها تهدد الاستقرار الاجتماعي الذي قد يعرف احتقانات أكثر خلال الشهور القادمة بسبب عجز المقاولات عن أداء المستحقات العمالية خاصة إذا استمر الوضع كما هو عليه في مختلف أنواع أشغال المناولة... و جدير بالذكر أنه خلال هذه المسيرة التي حاصرها رجال الأمن و القوات المساعدة أكثر من مرة بل حاولوا اعتقال اللافتة التي كانوا يحملونها، ردد المحتجون الذين قطعوا أكثر من كيلومترين مشيا، شعارات تطلق عيارات نارية احتجاجية محليا و وطنيا مطالبين الجهات المسؤولة حل مشاكلهم التي أصبحت تؤثر بشكل مباشر على حياتهم بعد توصل عدد منهم بإنذارات قطع التيار الكهربائي و الماء الصالح للضرب على سكناهم على حد تعبير البعض منهم لينتهي الأمر بتوقيع محضر مشترك بين المقاولة المعنية و المكتب النقابي يفيد التزام الشركة بأداء مستحقات العمال و العاملات مع استكمال الحوار فيما بعد مع مدير أكاديمية وزارة التربية الوطنية بالجهة الشرقية في وقت لاحق ...