لقد بلغ السيل الزبى ،ونفذ صبر سكان مجموعة من القبائل التابعين الى جماعات قروية يفوق عدد سكانها 70 ألف نسمة بإقليم سطات ،جراء التهميش واللامبالاة والاقصاء الذي طال الطريق الاقليمية رقم 3615 الرابطة بين مدينة سطات وجماعة مشرع بن عبو على مسافة تصل الى 44 كلم التي تخللتها عدة حفر وهدمت قناطرها وأصبحت تشكل عرقة في حركة السير بالإضافة الى مساهمتها في تعطيل قضايا ومصالح المواطنين بالمرافق العمومية ،بل أكثر من ذلك فقد شلت بها الحركة نهائيا . وفي هذا الاطار خرجت جل القبائل صباح يوم : الأربعاء 07 يناير الجاري في مسيرة احتجاجية سلمية استعملت فيها الشاحنات والسيارات في اتجاه ولاية جهة الشاوية ورديغة وذلك احتجاجا على بنية الطريق المتدهورة من جهة والحصار المضروب على اتفاقية الشراكة المتعلقة بإعادة البناء الموقعة بين المجلس الجهوي للشاوية ورديغة والمجلس الاقليمي وجماعة المزامزة الجنوبية ووزارة التجهيز والنقل من جهة أخرى. المحتجون الذين واصلوا مسيراتهم على الأقدام انطلاقا من المدخل الجنوبي للمدينة بعد محاصرتهم من طرف الأجهزة الأمنية ،رفعوا لافتات ورددوا شعارات تعكس همومهم ومعاناتهم اليومية مع هذه الطريق التي زادت من حدتها التساقطات المطرية الأخيرة ،حيث صبوا من خلالها جام غضبهم على رئيس الحكومة ووزيره في التجهيز والنقل مستنكرين بشدة لامبالاة المسؤولين الذين أنيطت لهم مسؤولية تدبير الشأن العام، والحالة المزرية التي أضحت عليها الطريق التي لا يتعدى عرضها المتر والنصف تقريبا. هذا وقد عرفت الطريق التي أسالت الكثير من المداد وأصبحت حديث الخاص والعام وتم اصلاحها سنة 1997 ،عدة اختلالات في طريقة اصلاحها وضياع أموال الدولة دون فائدة ،الشيء الذي جعلها تشكل كابوس قض مضجع السكان لكونها تعد من أقدم الطرق بالمنطقة بنيت في عهد الاستعمار ولم يتم إعادة بنائها الى يومنا هذا رغم وعود المسؤولين المتعاقبين ببرمجتها وكذا المراسلات الكثيرة التي تقاطرت على مكاتبهم لكن يبدو أن لا حياة لمن تنادي ،خصوصا وأن المنطقة التي تشقها الطريق المعنية عرفت مؤخرا زيارة لمجموعة من المسؤولين الحكوميين الذين مروا عبرها الشيء الذي زادها تأزما لأنها أصبحت قضية ذات طابع سياسي وانتخابوي ضيق. السكان ينتظرون بفارغ الصبر إعادة بناء واصلاح الطريق في القريب العاجل وذلك بفك الحصار المضروب على اتفاقية الشراكة الموقعة بين كل الشركاء واتخاذ اجراءات جدية رحمة بالمواطنين الذين يسعون الى تحقيق التنمية المنشودة . إن المتضررين الذين لوحوا باتخاذ أشكال نضالية تصعيدية أخرى في القادم من الأيام اذا لم يتم تحقيق مطالبهم التي يعتبرونها مشروعة، يناشدون الجهات المختصة بالتدخل العاجل لإصلاح واعادة بناء هذه الطريق العمومية لفك العزلة عن العالم القروي وتحقيق حلم راود الآباء والأجداد والأبناء الذين كانوا في مقدمة المسيرة الاحتجاجية وسط انزال أمني مكثف . فهل سيتحقق حلم الساكنة ويتم تنفيذ وعود المسؤولين الذين وعدوا بها ممثلي السكان في اجتماعات سابقة ؟ أم أن مطالب السكان ستبقى بعيدة المنال خصوصا ونحن على مشارف الدخول في مسلسل انتخابي جديد والكل سيسابق الزمن من أجل كسب الرهان ؟ وعلى كل حال فبوادر التغيير والاصلاح ظهرت معالمهما انطلاقا من داخل عمالة سطات وبالضبط بمكتب والي جهة الشاوية ورديغة الذي فتح حوارا جدي مع ممثلي السكان حضره ممثل التجهيز والنقل ،وقد أعطى وعودا وآمالا متوقفة على ميزانية 2015 نتمنى صادقين أن تترجم هذه الوعود الى حقيقة يلمسها المواطنين بمنطقة أولاد بوزيري.