*... قد نقول تجاوزا أن المغاربة يستمتعون بالعطلة الصيفية فيما الواقع أن الأكثرية منهم لايعرفون لها طعماً لأن ظروفهم المادية لاتسمح لهم بذلك أمام المتطلبات اليومية لعيشهم، فبالأحرى التوفير للإنفاق الخاص بالعطلة التي يصبح مفهومها أمام هذا الواقع عند فقراء ومتوسطي الدخل من عباد الله المغاربة يخضع للمقولة المغربية السائدة «عطلة المسكين في راحة البدن» أي الإنزواء داخل البيت أو مداومة على كرسي بمقهى قريب وفي أحسن الأحوال البحث عن قريب أو صديق مقيم بمخيم أو منتزه لقضاء يوم في ضيافته لتكسير روتين القعود المتواصل بالبيت. والآن ونحن نعيش الأيام الأخيرة لهذه العطلة بالعودة تباعاً للعمل العادي فإن هذه الفئة المحكوم عليها العيش بين «الصفيحة والمسمارة» مواجهة مطرقتين قادمتين بعد أيام: أولاهما عيد الأضحى، وثانيهما الدخول المدرسي بمعنى أنهاملزمة بتدبير المصاريف التي تتطلبهما بعد استنفاد ما بالجيوب خلال شهر رمضان الذي عرفت فيه الزيادات في المواد الغذائية قمتها ثم العطلة الصيفية تجاوزا والتي تخلى عن القيام بها الكثير من المواطنين، مما يوحي من الآن المخرج الوحيد هو اللجوء للإقتراض لتغطية مصاريف هاتين المناسبتين المتمثلتين في إقتناء أكباش العيد التي بدأ من الآن الترويج لارتفاع ثمنها بحكم ضعف المنتوج الفلاحي لهذه السنة، ثم مصاريف الدخول المدرسي وما تتطلب من تسجيل وتأمين ودفاتر وكتب ورقية. يقال أنها ستعرف هي الأخرى ارتفاعا مهما بحكم تزايد الإقبال على الورق بعد قرار منع مادة الميكا من الاستعمال. خلاصة القول كان الله في عون ذوي الدخل المحدود الذين أرهقتهم الزيادات المتواصلة ومصاريف المناسبات بعد أن تخلت الحكومة الحالية عن كل ماهو اجتماعي لتحسين أوضاعهم المادية لمواجهة متطلبات العيش اليومي ومصاريف المناسبات التي لامفر من القيام بها.