تماما كما حطب محروق طرحني حلم على سرير تعرّق كثيرا وانا اقاوم النهايات الزجرية داخله..زهرة الساكورا اليابانية..أنبت فجرا..لأموت وقت الغروب.. أطالع مآذن المدينة قبل أن يخلع الفجر رداء التصوّف..وتعريّ المدينة جسدها النحاسيّ..ليجهز على فخذيها متسولّي ومقامري ومعتوهي الحيّ..أحتفظ بعيني اليمنى مفتوحة على المآذن..وأغمز بالأخرى متظاهرة أن لاشئ يعنيني.. أتنفس بعمق.. وأتمنى.. كأن أجرب خلع رأسي تحت الجسد النحاسي..أراقب أصابع رجل مدموم لم تعره حسناء انتباهها..وأصابع طفل فقير خبّروه ان الخبز والحرية وجهان لعملة واحدة..فيفتح لأصابعه بابا يطلّ على وجه الله..ثم أقارن بينهما: الطفل الجائع..والرجل…الجائع.. الطفل الجائع..والرجل الجائع… ترعبني شهية كليهما..للحرية..للجسد..للخبز..للفقد.. فأرحل بهدوء زهرة الساكورا.. وقت الغروب .. رشيدة محداد