نأتيه بكل اطياف المحبة والنبل وهو النبيل الكريم الذي ارتقى في ذاكرتنا دائما وابدا ، ولان سي محمد بهجاجي يحمل كل معاني بهجة الروح وهو يبني ذاته ووجوده بكل معاني السمو الثقافي والتربوي ، يهدم التشظي الذي تعرفه مجتمعاتنا بالانزواء بعيدا لكي يجرف نصوصه وكتاباته من تأملاته مضيئا كل دروب العتمة مع تلاميذه بحثا عن كوة ضوة كل يوم مابين ثنايا دروب المؤسسة التربوية التي يستغل فيها …. كثيرا ما جمعتنا الصدف اليومية بمقاهي المدينة ونحن مسكونين بالانخراط في الجرائد اليومية كعادة نسافر في اروقتها ، يشرب قهوته السوداء ، يفتح مذكرته الانيقة لكل بوابات شخصيات افكاره يهندس انوارها ويضبطها على ساعات الوقت ويلتقط كل التفاصيل الجميلة تحت انظار عيون متلصصة ممنوعة من الصرف مشبعة بكل تهاليل وتبريكات حفاري القبور وكتائب الاعدام المنتشرة في كل شيء بل و في احلامنا الجميلة …. سي محمد بهجاجي رجل مثخن حتى الثمالة بكل معاني الاناقة ، حتى وهو يركب دراجته، يمر امامنا بإبداعية وانسياب غريب غير مكترث بتغير الفصول، يجمع ما بين خفة الروح وخفة الجسد وخفة العناق ، وخفة الاحتراق اليومي من اجل اسرته وزملائه وتلاميذه رغم ثقل الزمن المغربي ، وثقل الفضاء والمكان وهو القادم من عنفوان الدارالبيضاء بثقلها الرمزي في الوعي الجمعي المغربي باعتبارها حضنا يقبل الجميع بدون منازع. من يقرا محمد بهجاجي كنص يقرأه من ابتسامته التي تفضحه مع الجميع ، تفضح اساريره اللامحدودة التي تجعله مسافرا في قلوب الناس جميعا وهو صاحب القلب المشرع على الحياة وعلى كل الاشياء الجميلة . استاذي سي محمد اعرف ان هول اللحظة يجعلني وبكل اصدق احاول ان اخترق ولو جزاء من جغرافيتك السرية لكي استطيع ان اصل الى ادق تفاصيل شخصيتك القائمة على التفاني في عالم يتحفنا باستمرار بان الاشياء الجميلة هي من تكمن في التفاصيل وليس الشيطان كما يقولون… دمت صديقا واخا شهيا بهيا ولن اقول لك اكثر مما قاله المرحوم الشاعر عبد الله راجع في احد دواوينه الرائع وانت المسكون بفتنة الشعر وغوايته “: سلاما وليشربوا البحار…