يرى بعض أهل التفسير أن امرأة أبي لهب لم تكن في حقيقة الواقع تجمع الحطب، بل كانت تحرض على الدين فكأنها بتحريضها تحمل حطباً للنار المشتعلة ضد محمد في قومه، وبعيداً عن مناقشة رأيهم، فلكل عصر حمالات حطب يشعلن الفتن قصداً وليس للحمالات إلا العار، ويصح في الحمالين ما صح في الحمالات في حال الإنفراد كما في حال الجمع… وفيها بُعد إعلامي أيضاً لكل إعلامية وإعلامي، لمن يحرضون ضد زملائهم من شرفاء المهنة، ويحرضون كذلك ضد الشرفاء من أبناء جلدتهم ويهاجمونهم بشتى أنواع أسلحة البجاحة والوقاحة والصفاقة والصلافة والإستخفاف، قد يمنحك الله عز وجل فراسة تعرف بها معادن بعضهم ولكنك تصمت، حتى إذا رأيتهم يبيعون للناس وهماً يزدحم على شرائه خلق كثير قتلك القهر، حيث لا الفراسة دليلك على مرض قلوبهم ولا صمتك دليلك على سلامة قلبك… إن الحمالات والحمالين في هذا الزمن أضعاف أضعاف في عددهم من ذاك الزمن خصوصاً أن آلة إنتاج الكذب أقوى من آلة كشفه، ولكن السؤال، كم أثرهم في الواقع رغم ما يملكون من أدوات أكثر تطوراً عن ذاك الزمن، وأثرها ما من شك أخطر بكثير من أثر "أُمّ جميل"؟ولكن تبقى القناعة الراسخة أن أعمالهم إلى سراب وخراب وفشل، وتبقى كذلك الحاجة إلى نساء ورجال يشمرون عن سواعدهم لينفضوا الران المتواجد على قلوب البعض.