في قمة الإستهزاء بإخوان حزبه، المخلوع يقطع العلاقات مع كل من العثماني والرميد والرباح والداودي وأمكراز، عن طريق ورقة رخيصة خاصة بتلفيف الشباكية، مكتوبة بخط رديء وتوقيع محتشم، الأمر طبعا لا يندرج للتصفيق، وتناقل الحدث دليل على اقتناعنا بأنهم في تناحر شخصي على مكاسب ومآرب بطابع وطني، لا علاقة لها لا بالتقنين ولا بالتطبيع، فالشوك يبقى شوكاً، ولن نجني منه العنب حتى لو نبت بين الورد والرياحين، وممارسة السياسة في بلادنا أصبحت كالرقص على رؤوس الأفاعي، لا تدري أيها تنهش كعبك وتفرغ سمها في شرايين جسمك، وفي مقام تأصيل وليس في مقام تفضيل لا تعنينا الأسماء، المهم أن نفكر بمنهجية… في تصريح له وبعد تصويت البرلمان على قانون القاسم الإنتخابي، قال العثماني بأن المغرب من الدول الهجينة، نعم نتيجة التسيير الهجين، ابتداء من الركوب على أحداث 2011 أثناء مطالبة المغاربة بإصلاح شامل، هجين بمتلازمة "عفا الله عما سلف" على الفاسدين، هجين بتمريركم لقانون التقاعد المشؤوم، هجين في إقراركم قانون التعاقد الظالم، هجين في المقاصة، هجين في أوامركم بالإقتطاع عن أيام الإضراب، هجين في استعمال الزرواطة ضد الأساتدة، هجين في حبس الصحافيين والمدونين وأصحاب الرأي، هجين في ضرب الحريات العامة… ومن المآسي المنهجية في العقل الحزبي ذلك التصفيق التلقائي لكل منشق عن تيار نختلف معه، ثم نسبغ صفات الجرأة والنظافة والإخلاص عليه، وقد يكون هو النموذج الأسوأ داخل صفه، أو الأكثر سلبية في النظرة إلينا، وهو جزء من المنظومة النقيضة لنا قبل خروجه منها، وإذا كنا نرى خروجه إضعافاً لتياره فلا أقل من أن ننتبذ منه مكاناً قصياً بعض الوقت للدراسة والتأمل واختيار الكلمة الأنسب والموقف الأصح.