رفضت لجنة الدفاع بالكونغرس الإسباني، اليوم الثلاثاء، مقترحا بوضع فيتو على عملية بيع الأسلحة الإسبانية إلى المملكة العربية السعودية بسبب تورطها المكشوف في الحرب على اليمن، تماما مثل ما طالبت به العديد من المنظمات غير الحكومية مثل منظمة السلام الأخضر (غريمبيس) ومنظمة العفو الدولية و البرلمان الأوروبي. المقترح، الذي نشرته اليوم الصحافة الاسبانية، قدمه نواب من أحزاب يسارية ضمنها حزب "بوديموس" الراديكالي و"ريسكوبيرا ريبوبليكانا كطالونيا"، يرمي إلى تعليق العقود وحظر إبرام عقود جديدة خاصة بصفقات الأسلحة التي تباع إلى السعودية. لكن المقترح تم رفضه خلال التصويت عليه حيث كان له بالمرصاد نواب الحزب الشعبي اليميني وحزب "سيودادانوس" اليميني وحزب الإشتراكي العمالي، وتصويتهم في حد ذاته هو مجرد ردة فعل على كل الانتقادات التي وجهها المجتمع المدني وقطاع واسع من اليسار على كل الصفقات الخاصة ببيع الأسلحة إلى السعودية باعتبارها متورطة في تقتيل الأبرياء العزل في اليمن ضمنهم نساء وأطفال بذات الأسلحة الإسبانية. ومعلوم أن حدة الانتقادات لهذا النوع من الصفقات ولطبيعتها وأهدافها، طفا على السطح جراء الهجمات الإرهابية الأخيرة ليوم 17 غشت الماضي بكل من بارشلونة وبلدة "كامبارلس" التي خلفت حوالي 16 قتيلا و ما يزيد على مئات الجرحى و كلهم من جنسيات مختلفة، إذ أن المنتقدين صرخوا بقوة في المظاهرة الكبيرة التي نظمت لإدانة الهجمات الإرهابية حيث قاموا باتهام الحكومة الإسبانية ورئيسها "ماريانو راخوي" والملك "فيليبي السادس" ببيعهم للأسلحة إلى بلد عربي يقوم بتسليمها إلى تنظيم "داعش" لاستخدامها في عملياته الإرهابية ضد المواطنين الأسبان و الأوروبيين، وهو الانتقاد الحاد الذي عبر عنه بقوة، و نشرته مختلف الصحف الإسبانية، زعيم حزب "بوديموس". وحسب تأكيدات مختلف الصحف الاسبانية فإن الدولة الاسبانية أرسلت أكثر من 650 مليون سلاح إلى العربية السعودية منذ بداية تدخلها العسكري في اليمن عام 2015، مما تسبب في كارثة إنسانية. وفضلا عن ذلك، كانت آخر صفقة للأسلحة الاسبانية الموجهة للسعودية تتعلق ببيع خمس طرادات إلى الرياض بمبلغ قيمته 2000 مليون أورو وهو ما تعتبره الصحافة الأسبانية أكبر عقد في تاريخ حوض بناء السفن العامة. وقد حذر مدير منظمة العفة الدولية من خطر تحول إسبانيا إلى شريك و متورط في الأعمال المتوحشة التي ترتكب في اليمن، إذا لم تترك بيع الأسلحة إلى العربية السعودية.
