أعلن وزير خارجية مصر، سامح شكري، مساء أمس الثلاثاء خلال لقاء إعلامي جمعه بوفد مغربي بمصر، أن مصر طالما اهتمت بقضية الصحراء، مضيفا أنها تتابعها منذ مدة طويلة، وأن بلده "يلتزم بأهمية معالجة هذه القضية في إطار الشرعية الدولية، ووفقا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والمسار الذي يرتضيه المغرب في هذا الشأن". وقال شكري، في إشارة للموقف الأخير لبلاده في مجلس الأمن، "مصر أبانت عن مؤازرتها للمغرب خلال التوتر الأخير الناجم عن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته الأخيرة للمنطقة"، قبل أن يزيد، "المغرب دولة لها مكانتها ولها تقديرها لدى الشعب المصري ولدى القيادة المصرية".
وأعرب وزير الخارجية عن أمله في أن يتم التوصل لحل التوتر، مشيرا أن ما جعل مصر تتخذ موقفها هو "سير المغرب في التعامل مع هذه القضية وفق ما ارتضاه في إطار القرارات السابقة لمجلس الأمن".
وشدد شكري على أن بلاده كانت مهتمة دائما بعودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي، غير أنه أكد أن القرار يعود "للمغرب الذي يتخذه وفق ما يتناسب مع مصالحه وسياسته".
وأوضح وزير الخارجية المصري في نفس الصدد، أن المغرب "لا يمكنه أن يكون بمعزل عن محيطه الإفريقي وسيستمر في التفاعل معه رغم عدم تواجده في الاتحاد الإفريقي"، مضيفا أن هناك "رغبة كبيرة داخل هذا الاتحاد بعودة المغرب".
ولم يفوت شكري الفرصة دون الإشارة إلى أن العلاقات بين المغرب ومصر هي علاقات وثيقة، وأن البلدين لهما اهتمام مشترك بتعزيز هذه العلاقات وتمتينها على كافة المستويات.
ويرى سامح شكري، أن مساحة التفاهم والتنسيق بين البلدين كبيرة، وأن هناك أفاق لهذا التعاون في عدة مجالات ،منها الحفاظ على الأمن القومي وعلى كيانات الدولة في البلدان العربية أمام التهديدات التي تواجهها، ومكافحة الإرهاب، فضلا عن القضايا الإفريقية والعلاقات العربية الإفريقية، ومجالات التعاون والتكامل الاقتصادي، واستغلال الفرص الاستثمارية، واستثمار الروابط الثقافية والاجتماعية القوية بين الشعبين المغربي والمصري مؤكدا أن كل ذلك يتم الإعداد له في إطار اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.
وتجدر الإشارة أن الوفد الإعلامي المغربي وصل إلى مصر منذ يوم الجمعة الماضي، وذلك في إطار زيارة تنظمها سفارة مصر بالرباط بتعاون مع وزارة السياحة المصرية، وتستمر حتى السادس من ماي الجاري، حيث يزور خلالها عددا من الوزارات والمؤسسات الرسمية والمرافق السياحية والثقافية والمعالم التاريخية والأثرية، ويلتقي عددا من المسؤولين المصريين.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال السفير المصري في الرباط، أحمد إيهاب جمال الدين، إن الهدف من تنظيم هذه الزيارة هو المساهمة في تعزيز التواصل الإنساني والعلاقات التاريخية التي تجمع بين المغرب ومصر وشعبيهما الشقيقين.
وأشار السفير إلى أن السفارة التي قامت حتى الآن بترتيب زيارات ثلاثة وفود من كل من الكونفيدرالية السياحية المغربية، ومن المثقفين والفنانين ومن رؤساء التحرير والصحفيين والإعلاميين، تعمل لتنظيم زيارة لممثلي الأعمال بتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة المغربية وهيئة والاتحاد العام لمقاولات المغرب.