رخّصت مديرية الأدوية بوزارة الصحة وبشكل استعجالي للقاح "سينوفارم" الصيني ضد فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد اجتماع اللجنة الوطنية الإستشارية المكلفة بالبت في ملفات التراخيص الاستعجالية للقاحات المفترض استعمالها في المغرب ضد الوباء القاتل. وبهذا الجانب أوضح الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح في تصريحه ل "الأيام 24" أنّ خطوة الترخيص للقاح "سينوفارم" الصيني، جاءت بعد أخذ ورد في هذا الجانب وبعد مجموعة من المعطيات وضعها المختبر الصيني بين يدي اللجنة الوطنية الإستشارية، مضيفا بالقول إنّ الحصول على اللقاح المذكور من الصين، لم يكن ليتحقق لولا تدخل الملك محمد السادس وتعليماته السامية التي أعطاها في هذا الشأن، ليكون موعد وصول الدفعة الأولى في السابع والعشرين من الشهر الجاري. وإن برزت تطمينات اللجنة العلمية للتلقيح وهي تُسقط لغة الشكوك من قاموسها، قابلتها أصوات أخرى تشكّك في فعالية اللقاح وتسطرّ على عبارة "المغاربة ليسوا فئران تجارب"، ليطلّ تساؤل ملحّ حول نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. سؤالنا شرّحه عضو اللجنة العلمية بتأكيده على أنّ المغرب انخرط في التجارب السريرية مع تسع دول أخرى، من بينها الإمارات والأرجنتين والبيرو بفضل النظرة الإستباقية للملك محمد السادس، قبل أن يردف: "أجريت التجارب على لقاح "سينوفارم" ومرّت في أحسن الظروف والأدلة خير برهان ولا مجال لسطوة الشكوك"، ليختم جوابه بعبارة عامية تحمل الكثير من الدلالات: "إذا بدينا نشكّو مانبقاوش نشكّو فالخاوي". وعرج في الآن ذاته على المراحل والأشواط التي قطعها المغرب في مواجهة الجائحة، بما في ذلك إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس بالمراكز الصحية، وهو يقف عند عمل وجهود لجنة اليقظة الوطنية ولجن اليقظة الجهوية في هذا الإطار. سؤال آخر محيّر طرق مخيلة العديد من المغاربة ويحوم حول لقاح "أسترازينيكا" البريطاني والتجارب السريرية، أضاءه الدكتور عفيف عبر إفصاحه بأنّ السؤال لا يستقيم في هذه الحالة، وهذا معناه على حد تعبيره بأنّ تلك الفئة لا تتتبّع ما يقع، قبل أن يثير الانتباه إلى إجراء اللقاح المذكور في إنجلترا في إحالة منه على اعتماده في بلد متقدم مثل بريطانيا، فضلا عن نيّة الهند تطعيم نحو 300 مليون شخص وكذا اعتماد اللقاح في دول أخرى، مثل البرازيل التي تواجه مشاكل جمة مع الطفرة الجديدة في معركتها ضد الوباء، يضيف مؤكدا. وعبّر عن استغرابه من اتخاذ البعض لموضوع اللقاح كمطية تخفي بين طياتها نوايا تروم خندقة هذه العملية والإلقاء بها في بحر السياسة، في الوقت الذي كان فيه المغرب، وتبعا لقوله سبّاقا إلى عقد اتفاقية في الوقت المناسب من أجل إنجاح عملية جلب اللقاح وفق مواصفات دولية تشدّد على الجودة والسلامة في الآن ذاته.