لم تبرد حرارة عتاب المغرب لإسبانيا بسبب موقف هذه الأخيرة بعد استقبال مدريد لزعيم ميليشيات البوليساريو بهوية مزوّرة قصد العلاج فوق أراضيها، ما جعل المغرب يعبّر بشكل رسمي عن أسفه لهذا المنعطف الجديد في العلاقات المغربية الإسبانية. الزوبعة المثارة والجدل القائم بعد أن ولج إبراهيم غالي مستشفى لوكرونيو بالقرب من مدينة سرقسطة الإسبانية من أجل العلاج من تداعيات فيروس كورونا، وفق ما أعلنته الجبهة، لم يكن من فراغ، بل جاء بسبب دعوى قضائية مرفوعة ضده بإسبانيا ويدور مضمونها حول الجرائم والإنتهاكات الجسيمة المقترفة في حق مجموعة من الأشخاص في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
خديجتو محمود والمتحدرة من تندوف واحدة من النساء ممن تقدمن بشكاية في مواجهة زعيم البوليساريو وذلك في سنة 2010، أضاءت من خلالها تعرضها للإغتصاب من طرف المشتكى به بعد أن قامت بهذه الخطوة بمؤازرة من جمعيات حقوقية.
الخبير السياسي، مصطفى الطوسة، أماط اللثام عن السبب الحقيقي وراء دخول إبراهيم غالي للمستشفى بإسبانيا بشكل متستر في تأكيد منه أنّ اعتماده على هوية مواطن جزائري تحت اسم محمد بن بطوش، يبقى الغرض من ورائه التهرب من شكاية اغتصاب ضده تعود إلى سنة 2010.
وطرح سؤالا بعينه وهو: "هل سينتهي الأمر بزعيم البوليساريو أمام المحاكم الإسبانية بتهمة الإغتصاب والتعذيب"؟، قبل أن يسطّر بخط عريض على سؤال آخر مطروح على شبكات التواصل الاجتماعي عن سبب اختيار الأجهزة الجزائرية، إخضاع إبراهيم غالي للعلاج في إسبانيا رغم أنه متابع من طرف القضاء الإسباني بتهمة الإغتصاب والتعذيب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.