بعد غرق 18 شخصا، من ضمنهم شبّان وشابات بقارب مطاطي للهجرة السرية قبل أيام، خرج عائلات الضحايا المتحدرين من حي المرس بمدينة قصبة تادلة عن صمتهم، مطالبين الملك محمد السادس والحكومة بالتدخل طمعا في إعادة الجثامين للأهالي بالمنطقة من أجل دفنها في مسقط رأسها. الضحايا والذين جرى التغرير بهم من طرف إحدى شبكات الهجرة السرية، من بينهم ثلاث شابات، حوّلوا حيّهم وأحياء مجاورة إلى مأتم ومكان لاستقبال العزاء بعد أن تعالت صرخات وصيحات أمهات المفقودين بمجرد أن أشيع الخبر الفاجعة يوم السبت الأخير.
وتتشابه قصص الضحايا وتجتمع في نقطة واحدة تتمثل في البحث عن غد أفضل، وهو الأمر الذي باح به مصدر محلي في حديثه ل "الأيام 24″، مؤكدا أنّ آفاق الشغل تكاد تكون منعدمة في تلك الرقعة الجغرافية رغم الوعود التي قطعها مجموعة من المنتخبين في فترة خلت دون جدوى.
وأفصح بالقول إنّ مجموعة من الشباب قطعوا العهد على أنفسهم بضرورة تغيير واقع عائلاتهم وتشبتوا بفكرة الهجرة في قوارب الموت رغم معارضة أسرهم، غير أنهم تمسكوا بقرارهم إلى أن بلغ خبر غرقهم إلى ذويهم، قبل أن يشير إلى أنّ شابات بدورهن لقين حتفهن وتركن عائلاتهن رهائن حزن دفين ومحاصرين بديون نتيجة مصاريف الهجرة التي حصل عليها سماسرة ووسطاء يعملون في الهجرة السرية.
ولا تزال عملية البحث عن الضحايا متواصلة بعد أن فتحت السلطات الأمنية تحقيقها في ملابسات الحادث الذي هزّ حيا بأكمله، ما جعل الأسر، يضيف مصدرنا تلقي باللوم على مسؤولين على الشأن المحلي بمنطقة تغرق في تهميش ملحوظ منذ مدة.