تتصاعد مخاوف الأسر المغربية من الانتشار الواسع للسجائر الإلكترونية وسط أبنائهم، وذلك بعد كشفت دراسات عن إقبال الأطفال والمراهقين عليها ابتداء من سن العاشرة خاصة في صفوف الفتيات، وهو الأمر الذي أصبح يشكل خطرا على صحتهم.
رئيس جمعية حماية المستهلك حسن الشطيبي، اعتبر أن إدمان التدخين هو ظاهرة قديمة، أخذت في السنين الأخيرة نمطا أخر هو السجائر الإلكترونية، مؤكدا أن مخاطر "السجائر الإلكترونية" لا تختلف عن "السجائر الكلاسيكية".
وأوضح الشطييبي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن ظاهرة تدخين السجائر الإلكترونية أصبحت "موضة" في صفوف الأطفال والمراهقين بسبب التقنيات الحديثة المستعملة في الترويج لها بشكل مثير ومختلف كليا عن السجائر التقليدية.
وأفاد الشطيبي، أن الدراسات التي أجريت على السجائر الإلكترونية أثبتت أن هناك خطورة كبيرة جدا للمواد الكيمائية السامة الموجودة في هذه السجائر، مبينا أنه إذا كانت السجائر العادية مصنوعة من التبغ، فهذه السجائر الإلكترونية فيها مواد كيماوية ربما أخطر بكثير من السجائر الكلاسيكية.
وتابع أن الدراسات الحديثة أثبتت أن السجائر الإلكترونية تؤدي إلى سرطانات وأمراض القلب والشرايين والتهابات حادة وخطيرة جدا على مستوى الرئة، مشددا على أن لا فرق بين السجائر الكلاسيكية والإلكترونية، إذ كلاهما تؤديان إلى أمراض السرطان والالتهابات الكثيرة.
وأعرب الشطيي، عن أسفه لارتفاع نسبة تعاطي السجائر الإلكترونية في صفوف الشباب والقاصرين الذين اتخذوها "موضة"، خاصة وأن فيها بعض المواد الكيمياوية المغرية حيث يتم إضافة منسمات ومنكهات لهذه السجائر قريبة من "الشيشة".
وأشار الشطيبي، إلى أن السجائر الكلاسيكية تكون فيها رائحة التبغ معروفة، وبالتالي حينما يشم الآباء هذه الرائحة سيعرفون أن ابنهم أو بنتهم تُدخن، مستدركا: غير أن السجائر الإلكترونية فيها رائحة أخرى تبدو مثل رائحة "ياغورت" أو حلوى.
ونبه الشطيبي، إلى أن الشركات المنتجة للسيجارة الإلكترونية كانت تروج هذه المنتجات كبديل للسجائر الكلاسيكية على اعتبار أن الدراسات لم تكن قد كشفت عن مخاطرها وما تتسبب فيه من سرطانات والتهابات حادة ومزمنة خاصة على مستوى الرئة.
وكان وزير الصحة خالد آيت الطالب، قد قال في معرض رده على سؤال برلماني، مؤخرا، إن السيجارة الإلكترونية "هي الأكثر استعمالا مقارنة بالسجائر العادية في صفوف أطفال المدارس"، موضحا أن "حوالي 7.7 في المائة استخدموها قبل سن العاشرة، و9.6 في المائة حصلوا عليها بين 10 و12 سنة، ثم 23.4 في المائة بين 13 و14 عاما، مقابل 60 في المائة عند 15 عاما وأكثر".
وأوضح المسؤول الحكومي أن هذا النوع من السجائر "تولد مواد سامة، ومن المعروف أن بعضها يسبب السرطان أو يزيد من خطر الإصابة بمشاكل في القلب والرئة"، لافتا إلى أن وزارته منكبة على احتواء الظاهرة من خلال عدد من التدخلات والاستراتيجيات.