جاد، حاد، صارم... صفات يوصف بها مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم جمال بلماضي، لكن الشاب في عرف المديرين الفنيين، هو "نعمة" أعادت بث روح في قلوب محاربي الصحراء، أوصلتهم الى نهائي كأس الأمم الإفريقية، وربما التتويج باللقب لما لا؟ نجح بلماضي في خلق توليفة قوية، خصوصا على مستوى الهجوم، تتكون من الهداف السداوي بغداد بونجاح وجناح الترجي الطائر يوسف بلايلي ونجم مانشستر سيتي رياض محرز.
يحسب لبلماضي أنه تمكن من ضبط غرفة تغيير الملابس، ولم يسمح للتجاوزات الأخلاقية فيها، فبعد صراع طويل بين بونجاح ومحرز على رمزية البطل في المنتخب، تمكن بلماضي من إذابة الثلج بينهما وخلق ثنائي ناري على مستوى الهجوم، توليفة فشل في إيجادها الفرنسي هيرفي رونار مدرب المنتخب الوطني المغربي، حيث لم يستطع إدماج الهداف عبد الرزاق حمد الله مع المجموعة واستغلال قدراته الكبيرة مع تفاهمه مع نور الدين أمرابط، وهو الذي يشبه بونجاح بشكل كبير من الناحية التقنية والذهنية وحتى ظروف مشاركتهما مع المنتخب.
بلماضي ترك كل الخلافات والانقسامات في الماضي، ودب روحا جديدة في نفوس اللاعبين، الذين بدوا كأنهم وحوض على أرضية الميدان مستعدة لفعل أي شيء مقابل الفوز، ولنا في لاعب الارتكاز عدلان قديورة، 35 سنة، مثالا للتضحيات البدنية والطهنية العملاقة التي قدمها محاربو الصحراء.