بدأ الناخبون في الجزائر التوجه إلى مكاتب الاقتراع التي فتحت أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها خمسة مرشحين، وسط توقعات بأن تشهد مقاطعة واسعة. في هذه الأثناء يواصل المقيمون في المناطق النائية وأفراد الجالية المقيمة في الخارج الإدلاء بأصواتهم. ويحق لنحو 24 مليون جزائري الإدلاء بأصواتهم في 60 ألف مركز اقتراع في جميع أنحاء الجمهورية، وفقا لأرقام رسمية، بينهم أكثر من تسعمئة ألف ناخب من الجالية المقيمة في الخارج.
وتشرف لأول مرة على هذه الانتخابات سلطة مستقلة تتولى كل مراحل الاستحقاق، وقد شددت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر على أن الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم الخميس لن تشوَّه أو تزوَّر بأي حال.
وقال المتحدث باسم سلطة الانتخابات علي ذراع إنهم يعملون على حماية هذه الانتخابات وسيقفون في وجه من يريد التدخل فيها، مضيفا أن عملية التصويت في الخارج وفي المناطق النائية تشهد إقبالا من الناخبين.
ويأتي هذا الموعد بعد إلغاء انتخابات أبريل الماضي، بسبب استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وانتخابات الرابع من يوليو الماضي، بسبب غياب أي مرشح لها.
ولم يتراجع زخم الحراك الاحتجاجي المناهض للنظام والذي بدأ في 22 فبراير الماضي، ولا يزال معارضا بشدة للانتخابات التي تريد السلطة -بقيادة الجيش- أن تُجريها مهما كلّف الثمن.
ويتنافس خلال الانتخابات خمسة مرشحين، يعتبر المحتجون أنهم جميعا من أبناء "النظام"، لاختيار خلف لبوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع.
ويوم أمس الأربعاء، خرجت مظاهرات في الجزائر العاصمة رفضا لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم في ظل الظروف الحالية.
وفرضت قوات الأمن طوقا أمنيا على أهم الساحات والشوارع في العاصمة، وسط انتشار كثيف لأفراد الشرطة، لمنع وصول المتظاهرين إلى ساحة البريد المركزي وسط المدينة.