كانت الندوة التي دعا لها المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والانصاف بمشاركة الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفرنسا، بمناسبة الذكرى الأربعين لاغتيال القائد الوطني والتقدمي عمر بنجلون يوم السبت 19 دجنبر 2015، مناسبة جدد فيها الحاضرون الوفاء للروح الكفاحية لفقيد الشعب و الحركة التقدمية، وذلك عبر العروض القيمة التي تليت و الشهادات التي أدلى بها العديد ممن عاشوا أو عايشوا المرحلة التي ناضل خلالها الشهيد. في البداية طلب محمد المباركي الذي ترأس الندوة، من الحضور الكريم الوقوف دقيقة صمت ترحما على الروح الطاهرة للشهيد عمر بنجلون ومن خلاله على مجموع شهداء الشعب المغربي. ثم بعد ذلك قدم المباركي كلمة المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والانصاف بفرنسا التي نوه فيها بوفاء الحاضرين لروح وعطاء ابن الشعب وشهيد الشعب عمر بن جلون. كما جاء في كلمته «ان عمر بنجلون رجل ليس كغيره من الرجال، انه من تلك الطينة الطيبة والنادرة التي لا تجود بها الأمهات والشعوب الا نادرا. أنه من صلابة الصلب وعبقرية الفكر والمقاومة والمناعة النضالية التي لا تعرف الخمول والضجر والتهاون. انه مثال المناضل المتجرد عن الذات لخدمة الصالح العام. انه الاستمرارية الحية لعبد الكريم الخطابي والمهدي بنبركة، عنوان شموخ و عظمة الشعب المغربي». أول مداخلة كانت للكاتب الإقليمي للاتحاد لاشتراكي باسم كتابة فرنسا الذي حيى هذه المبادرة لاحياء ذكرى شهيد الحركة الاتحادية، واعتبر انه في 18 من دجنبر 1975 عاش المغرب الاغتيال السياسي الأكثر قبحا وبشاعة في تاريخه الحديث.هذا الاغتيال جاء لأن عمله السياسي والنقابي كان يحرج اكثر جهة بالمغرب.وأضاف ان أهمية هذا المناضل داخل الحركة الاتحادية تتجلى في اعداده للتقرير الأيديولوجي الذي قدمه بنفسه امام المؤتمر الاستتنائي في يناير 1975 الى جانب فيلسوف الحزب محمد عابد الجابري. وفي هذه اللحظة كانت ولادة جديدة للحزب وهي استراتيجية النضال الديموقراطي. واكد ان قضية عمر بنجلون مازالت مطروحة حتى اليوم وان هيئة الانصاف والمصالح التي تم احداثها سنة 2004 والتي تم انشاؤها من اجل الكشف عن الحقيقة لسنوات الرصاص بالمغرب، لم تقل أشياء كثيرة حول هذا الموضوع. ثم بعده تناول الكلمة مصطفى مجدي الذي ذكر مقارنة حية وبليغة بين شخصية عمر والمهدي والتقارب في ديناميتهما الفكرية والتأطيرية للجماهير والنضالية، وذكر في كلمته ان التاريخ ضروري لفهم الماضي، اما الذاكرة فتغذي التاريخ، ومن اجل بناء الحاضر، الذاكرة المهمة والنافعة هي التي تعيش من خلال اشخاص يتحولون الى رموز وشهود على مراحل تحول الشعوب. أما كلمة حسن حاج ناصر فذكرت بذلك الجو النضالي الخاص الذي كانت تعرفه الحركة التقدمية عامة بداية الستينات و كيف كان النقاش بين الفصائل حادا و عميقا لكن في اطار الاحترام والتقدير النضالي. وذكر انه بالنسبة له عمر بنجلون ليس ضحية، بل انه شهيد، الا اذا استعملنا التفسير اليوناني للكلمة الذي يعني ان الشهيد هو شاهد، والقول انه ضحية يعني انكارا لما كان عمر. شاهد نعم هذا الرجل الذي كان شجاعا وفخورا وضد كل اشكال اللاعدالة التي كانت سائدة. ثم بعد ذلك وقبل الدخول في العروض والشهادات قدم اعتذارات ممن لم يتمكنوا من حضور اللقاء و من بينهم: حسن حاج ناصر الذي ذكر عبر كلمة سجية و قصيدة مثيرة مشاعره تجاه الفقيد الفذ كيف تعرف عليه بداية ستينات القرن الفائت. نظرا لأهمية مراسلة حسن فإن كلمته عرضت ضمن المداخلات على الحضور. رشيد المانوزي الذي حيى المبادرة وقدم دعم ومساندة جمعية أباء وأصدقاء المختطفين بالمغرب وكذا عائلات الاختطاف القسرى بالمغرب. وفي كلمته ذكر بالعطاء النضالي لعمر ووقوفه الثابت للدفاع أثناء المحاكمة الكبرى للاتحاديين بمراكش عام 1970 و التي كان ضمنها رشيد ووالده والعديد من أفراد أسرته. كما تعذر حضور عبد الحق القاص مرافق المناضل أحمد بنجلون، أخ عمر نظرا لارتباطه بالتزام منذ زمن بعيد. وكذلك حياة بوستة لنفس الضرورة، مشيرة الى كتابات ومواقف الشهيد التي نشرتها على صفحات النشرة الإلكترونية «مغرب الأحداث». وأيضا توصلت الندوة بكلمة مؤثرة للعربي ماعنينو أشاد فيها بالعطاءات الفكرية والنضالية للشهيد عمر بنجلون. ومن المغرب أرسل عبد السلام الشفشاوني عضو المكتب الوطني للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والانصاف كلمة شفوية حيى فيها الساهرين على هذا المهرجان النضالي تكريما لروح مناضل كرس حياته في سبيل الحرية والكرامة. ومن بين الشهادات كانت شهادة الرفاق الاصدقاء أمازيغ ومصطفى التانوتي وعلي بناني ومحمد المباركي وكلهم ألهموا الحضور بطيب الحديث الذي يطول عرضه في هذه الورقة. ألا انه تم التأكيد على تدوين المداخلات و الشهادات التي تخللت هذا المهرجان النضالي المفعم لتعميم الفائدة. وختم اللقاء بقصيدة مؤثرة لمحمد المباركي بعنوان «عمر الشهادة».