بأي أرضٍ، ناقدُ الأشرطة مات. ومَنْ طابقَ بين الأبطال والظل ضَباٌب، يَلُفُّ الكاميرا. ويختلط بالبكاء مات مصطفى. هَلْ نقولُ: كَفْنَ غريبٍ، و نحن بأرض طه حسين. أتاك مرارا، حتى صار جزءا من الكل، فلا يحلو الكُلُّ إلا به، ولا تحلو السينما إلا إذا أَثَّثَ البدايات. كيف كان الكلام قبل الوداع؟ وآخر ضحكةٍ وآخر مُزحَةٍ، يا أُمَّةً ضحكت من جهلها قصائد المتنبي؟ بعد جفاءِ سيف الدولةْ في زمن مضى، أما اليومُ فالشامُ كعكعةٌ، تُقَسَّمُ على مرأى مِنَّا والكاميرا، وقفتْ عند الجحافل، وهْيَ تعبرُ رمادَ سفن طارق بعد ما أحرقتها و أحرق كلَّ أملٍ في الرجوع. هكذا، استبدلنا «الأوطوروت» بغلاف القصص القصيرة جداً، واكتفينا بجملةٍ ترتدي الميني جوبْ زمن الجري وراء الحروب، وراء شريط يكتفي بتحريك الشوارب، و الاحتفاظِ بالترجمةِ في دخان الغلايين يا أيها المسناوي هكذا، نضحكُ خلسةً ونقرأ كتاب الهدهد.. بعدما أخبرنا بأن بلقيسَ تقايضُ معطف ميركل.. مقابل مرور الجحافل، وفي يوم ما نبكي أحفادنا، وقد صار الكلامُ أخشنَ من خُطبِ الفوهرر وقد كسَّر نظارتيهِ حينما لفَّتِ الكاميرا واو العطفِ واكتفت برماد .. طارق الذي لم يفتح الأندلس في زمن الجري وراء الحروب. غَيْمٌ يَلُفُّ صندوق الآس وكتفت الروحُ، بدقائقَ لتشييع مصطفى، وأينعتْ قبل حين للجامعاتِ دروس وبعد حينٍ كلُّ النفوس